هذه السلسلة عبارة عن مجموعة من المحاضرات الخاصة بمقياس اقتصاد العمل، و هي موجهة لطلبة السنة ثانية ماستر في العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير، تخصص اقتصاد كمي، و الى كل طالب و باحث سوآءا كان في هذا التخصص او لديه الرغبة في فهم و التعرف على ماهية  اقتصاد العمل و كل السياسات و المفاهيم المتعلقة بهذا التخصص.

الهدف من هذه السلسلة هو تعريف الطلبة بباليات اداء سوق العمل لدلالتها على مختلف التدابير و الآليات التي تعتمدها الحكومة في سبيل استحداث مناصب شغل بشتى أنماطها خلال فترة محدد ، و تمثل هذه السياسة في الواقع الوجه المقابل لسياسة مكافحة البطالة، إذ أن التشغيل و البطالة وجهان لعملة واحد ، و لذلك فمعالجة قضية التشغيل تقتضي من جهة تحليل احتياجات سوق العمل،أي جانب العرض، و من جهة ثانية تحليل مشكلة البطالة و أسبابها و بنيتها و هو ما يمثل جانب الطلب، و لهذا فقد حظى سوق العمل باهتمام كبير منذ القدم من طرف علماء الإقتصاد و منظري الفكر الإقتصادي ،كما تعمقت الدراسات و الأبحاث في الدول المتقدمة لمحاولة إيجاد التوازن في هذا السوق )محاولة التخفيض من البطالة( و الذي يعتبر حالة عرضية حسب النظريات الإقتصادية حسب ما تم تناوله في المطبوعة.

لهذا تعتبر ظاهرة البطالة من بين المشكلات الاقتصادية التي زعزعت كيان معظم اقتصاديات العالم، نجد ظاهرة البطالة والتي تعتبر من المواضيع التي كانت مجالا للدراسة والاهتمام خاصة في البلدان المتقدمة، حيث تعمقت الأبحاث وتعددت النظريات الاقتصادية التي فسرت هذه الظاهرة. إن البطالة تكاد أن تكون من أهم المشكلات الرئيسية التي تعرقل مسيرة التقدم والتنمية في معظم المجتمعات.

و يشكل سوق العمل أحد الأركان الهامة في الإقتصاد الكلي، و يمثل سوق العمل نقطة التقاء العارضين لقوة العمل مع طالبين عليها فيقوم الأفراد بعرض خدمات عملهم التي تعد السلعة محل التبادل في هذه السوق، و أن اي اختلال في سوق العمل، خاصة إذا زاد العرض عن الطلب فإنه يؤدي الى ظهور أزمة إقتصادية ألا وهي البطالة التي هي هدف دراستنا.