المحاضرة السابعة : الإقتباس والتهميش وإستخدام المراجع
إن عملية اقتباس وتوثيق مصادر البحث العلمي هي ركيزة أساسية من ركائز أي بحث علمي محكم ، حيث أن أول ما يلتفت إليه القارئ هو مدى استعانة الباحث بالمراجع والمصادر والدراسات السابقة ، فهي أوضح دليل على ما قام به من جهود ، من أجل الحصول على المعلومات التي ساعدته في التوصل للنتائج ، والتي قام بتحليلها فيما بعد حتى وصل إلى الحلول المناسبة وكل هذه الأمور إنما هي قضيتي الاقتباس الصحيح والمدروس قوة البحث وقدرته على الاستناد إلى الأدلة والتجارب السابقة ،ومن جهة أخرى يظهر تهميش المراجع وعدم اعتمادها بشكل كامل قدرة البحث على تشوية الصورة وتقديم معلومات غير دقيقة .
ولتحقيق بحث علمي قائم على الجودة والدقة ، يجب على الباحثين أن يخصصوا اهتماما خاصا للتوازن بين الاقتباس السليم واحترام المراجع وتجنب التهميش ، يتعين علينا كباحثين أن تكون حذرين وواعين للآثار السلبية المحتملة لتهميش المراجع على البحث العلمي والمجتمع بأكمله .
أ-الاقتباس :
1-مفهوم الاقتباس :
الاقتباس هو استعانة الباحث في كثير من الأحيان بآراء وأفكار باحثين وكتاب وغيرهم ، وتسمى هذه العملية بالاقتباس ، وهي من الأمور المهمة التي يجب على الباحث أن يوليها وعنايته الكاملة من حيث دقة الاقتباس وضرورته ومناسبته وأهميته وأهمية مصدره من حيث كونه مصدر ثانوي .
ويلجأ الباحث إلى الاقتباس لتحقيق الأهداف التالية :
-التعرف على الأفكار السابقة في الموضوع وأصحابها وتقييم هذه الأفكار .
-توليد أفكار جديدة من خلال تحليل أفكار وأراء الباحثين الآخرين .
-تجميع مختلف الأراء حول موضوع معين ، وبالتالي التوصل إلى المعرفة أفضل حول الموضوع .
-الاستعانة بالاقتباس بأراء الآخرين لتدعيم وجهة نظر الباحث .
-الوفاء بمتطلبات وقواعد البحث العلمي .
2-أنواع الاقتباس :
هناك نوعين من الاقتباس :
1-الاقتباس المباشر ويسمى ( الاقتباس الحرفي )
2-الاقتباس غير المباشر ويسمى ( الاقتباس الفكرة )
1-الاقتباس المباشر ويسمى ( الاقتباس الحرفي )
تستخدم في حال عدم التمكن من إعادة الصياغة دون الإخلال بالمعنى ( مثلا عند القرآن ، الأحاديث ، اقتباس تعريف ) ، يتم اللجوء لهذه الطريقة عندما يكون حجم المعلومات المراد اقتباسها تقل عن نصف صفحة إلا في حالة القرآن والحديث ، ويتم وضع النص المقتبس بين علامتي تنصيص .
ويشترط في الاقتباس الحرفي ما يلي :
أ-تجنب تغيير الكلمات والصياغات الواردة .
ب-إذا لم يتجاوز طول الاقتباس ستة أسطر يوضع في متن البحث بين علامة تنصيص مزدوجة هكذا '' .........''.
ج-إذا زاد الاقتباس عن ستة أسطر يجب فصله عن متن البحث واتباع ما يلي :
-عدم وضع علامة التنصيص في أول وآخر الاقتباس .
-ترك هامش على يمين ويسار الاقتباس ، بحيث يكون الهامش أوسع من الهامش المتبع عادة في الفقرات ، بحيث يتساوى طول مسافة الاقتباس مع الهامش المتروك بالنسبة لبداية فقرة جديدة من متن البحث .
-يكون الفراغ بين السطور الخاصة إلى حذف بعض العبارات ، فإن عليه أن يضع مكان الكلام المحذوفة ثلاثة نقاط (.....) ، أما إذا حذف من الاقتباس فقرة كاملة فينبغي أن يوضع مكانها أسطر منقطة بحسب عدد الأسطر التي حذفت ( .........).
-إذا أراد الباحث أن يصحح كلاما مقتبسا أو أن يضيف إليه كلمة فيمكنه ذلك بوضع التصحيح أو الإضافة إذا كان لا يتجاوز سطرا واحدا بين قوسين ، أما إذا زاد عن السطر فيحرم كتابته في الحاشية أسفل الصفحة مع الاشارة إلى مصدر الاقتباس .
-من المفضل أن يزيد الاقتباس الحرفي عن نصف صفحة في المرة الواحدة .
2-الاقتباس غير المباشر (الاقتباس الفكرة ) :
يستخدم هذا النوع عندما يريد الباحث اقتباس معلومات من مرجع تفوق نصف صفحة فهنا لا يمكنه أن يقتبس حرفيا لذا يقوم بتلخيص المعلومات المراد اقتباسها بأسلوبه الخاص مع شرط الحفاظ على الفكرة والمعنى الأصلي للمعلومات ، وفي هذا النوع لا يقوم الباحث بوضع الاقتباس بين علامة التنصيص .
3-شروط الإقتباس :
عند القيام بعملية الاقتباس من مختلف المراجع والمصادر ينبغي على الباحث أن يراعي مايلي :
-التأكد من صدق المعلومات المقتبسة .
-مطابقة الاقتباس للمعنى الأصلي في حالة الاقتباس غير المباشر .
-أن يتم اقتباس ما يفيد البحث .
-ألا يطغى الاقتباس على عمل الباحث بل يمثل نسبة قليلة منه فقط
-إرجاع الأفكار لأصحابها وتجنب السرقات العلمية
-تصحيح المعلومات الخاطئة ففي حالة الاقتباس الحرفي عندما تكون هناك أخطاء يقوم الباحث بتصحيح الخطأ ويضع الكلمات المصححة بين عارضتين .
-عند الاقتباس الحرفي يستطيع الباحث ألا يقتبس بعض المعلومات في نفس الفقرة بحيث يقوم بحذف هذه المعلومات بشرط وضع مكانها نقاط.... حتى يفهم القارئ أن هناك كلام محذوف .
-ينبغي أن يحقق التوازن فلا يسرف في النقل من المصادر الأخرى لأن الاقتباس الزائد يضعف البحث ولا يعطي فكرة واضحة عن حجم الجهد الذي بذله ، كما أن خلو البحث من أي اقتباس يقلل من قيمته العلمية .
-أن يكون للمصدر المقتبس منه علاقة بموضوع البحث .
-يجب أن يكون الاقتباس مبررا بمعنى وجود مناسبة تستدعي الاقتباس كأن يحتاج إلى اقتباس فقرات أو جمل لدعم فكرة معينة أو تعزيز موقف معين .
-أن يتحمل مسؤولية كل ما يقتبسه ، ويراعي اتفاقه مع الواقع والمنطق والتفكير العلمي المنظم ، وفي حالة اضطراره للنقل مع تعارضه ، فيلحق ذلك بتعليقه .
-أن يدرك أن التوثيق يمثل حماية له ، فيما لو كان هناك خطأ في رقم أو إحصائية أو معلومة ، ما فإن التوثيق يعفي الباحث من تحمل المسؤولية .
-الالتزام بقواعد كتابة المراجع .
-الحفاظ على أفكار المؤلف الأصلي ، وعد تحريفها ، او تشويهها .
-الالتزام بمبدأ الحياد ، وعدم التحيز إلى أفكار أو معتقدات معينة ، ويمكنه عند الحاجة أن يورد أفكار المؤلف الأصلي ، وينقدها أو يحللها أو يفندها .
-عند إضافة فقرة او فقرات من قبل الباحث إلى ما اقتبسه ، فيتم تمييز تلك الإضافات بوضعها بين أقواس كبيرة
[ ] ، حتى يمكن للقارئ أن يميز تدخل الباحث في النص الأساس .
-في حالة النقل المباشر وأراد أن يحذف من الفقرة التي يقتبسها بعض الكلمات أو الجمل التي يرى عدم أهميتها في بحثه ، بحيث لا يضر الحذف المعاني التي قصدها المؤلف الأصلي ، وفي هذه الحالة يضع الباحث نقاطا أفقيا (....) محل الكلمات أو الجمل المحذوفة .
ب -التهميش :
1-مفهوم التهميش :
إن توثيق البيانات البيلوغرافية للمصادر والمراجع المستخدمة هي من الأمور الأساسية والمهمة في البحوث والرسائل الجامعية ، بكل أنواعها ومستوياتها ، فقد يكون المصدر كتابا أو مقالة أو بحثا منشورا في دورية علمية أو لأطروحة أو مصدرا إلكترونيا ، أو أي من المصادر الأخرى . وعليه فالمقصود بالتوثيق هو ليس توثيق المراجع وحسب ، ولا التفرد بتوثيق النصوص المكتوبة أو المقتبسة أو المعاد صياغتها ، إنما هو إثبات لحقوق الملكية الفكرية الخاصة بالكتابات والمراجع ، وكل مصدر معرفي استعان به الباحث .
التهميش نسبة إلى الهامش وهو ''الجزء الذي يقع أسفل الصفحة ويقال له التهميش والتقميش ''.
التهميش ''وهو كل ما يخرج عن النص من شروح وتعليقات وإشارات وإحالات وتراجم أو مل يسمى بقواعد الإسناد في البحث العلمي ، سواء كتب هذا الهامش تحت المتن من الصفحة وهو الغالب ، أو في آخر البحث ''.
2-مبادئ وقواعد التوثيق :
إن أبرز مبادئ وقواعد التوثيق العلمي للنصوص المقتبسة في هذه الطريقة ،أي بالإشارة إلى مصادر الاقتباس في متن البحث أو الدراسة مباشرة وفق نظام ( لقب المؤلف ، تاريخ نشر المصدر ، رقم صفحة النص المقتبس ) المبادئ والقواعد الآتية :
3-1-التوثيق في متن البحث :
-في حالة اقتباس نص اقتباس مباشر فإن مصدره يتلوه بعد وضع النص بين علامتي تنصيص مثل : '' إن معدلات ما تخدمه المدارس الريفية باختلاف مراحلها من السكان لا تبين مدى سهولة إستخدام هذه '' ، (الواصل ، 1420ه ، ص356).
-في حالة اقتباس الباحث لنصين من مصدرين لباحث واحد منشورين في عام واحد فيسبق تاريخ النشر بحرف (أ) لأحد المصدرين وبحرف (ب) للمصدر الآخر ويكون ذلك وفق ترتيبها الأبجدي في قائمة المصادر أي أن الحرف الأول من عنوان المصدر مؤثر في ترتيبه .
-في حالة تعدد المؤلفين فيجب ذكر ألقاب المشاركين في التأليف إذا كانا اثنين مفصولا كل لقب عن الآخر بفاصلة منقوطة ، أما إذا زادوا عن ذلك فيذكر لقب المؤلف الأول كما هو على غلاف المصدر متبوعا بكلمة وآخرون أو وزملاؤه .
-في حالة لقب المؤلف في نص البحث فيتلوه مباشرة تاريخ النشر بين قوسين وفي نهاية النص يأتي رقم الصفحة بين قوسين بعد حرف الصاد ، مثل : ويرى الواصل (1420ه ) ''إن معدلات ما تخدمه المدارس الريفية باختلاف مراحلها من السكان لا تبين مدى سهولة استخدام هذه الخدمات ''،(ص356).
-وفي حالة المصادر غير العربية فلا يختلف الأمر عما سبق إلا بكتابة اسم المؤلف بالأحرف العربية أولا ثم يليه اسم المؤلف بلغته، مثل ويرى وتني ''Whitney'' (1946) .
-في حالة أن كان النص المقتبس قد ورد في صحفتين أو أكثر وكانت الصفحات متابعة فإن توثيق صفحاته تأتي هكذا : مرونته وقابليته للتعدد والتنوع ليتلاءم وتنوع العلوم و المشكلات البحثية (فتن دالين ، 1969 ، ص 35-ص 53)، أما لم تكن صفحاته متتابعة أو كان بعضها متتابعا ، فإن توثيق صفحاته يكون هكذا : (فودة عبدا الله ، 1991، ص37-ص199).
في حالة اقتباس الباحث لآراء أو أفكار من مصدرين وصياغتهما بأسلوبه فإن توثيق ذلك يكون بعد عرض تلك الآراء أو الأفكار هكذا : (الصنيع ، 1404ه ، ص 41).
-في حالة أن يكون المصدر تراثيا فتنبغي الإشارة إلى سنة وفاة المؤلف سابقة لتاريخ الطباعة ، ويكون ذلك هكذا : ( ابن خلدون ، ت 808ه ، ط 1990م ، ص300) .
-في حالة أن كان الاقتباس من مرجع مقتبس من مصدر ولم يتمكن الباحث من العودة إلى المصدر ، فيسبق الباحث الإشارة إلى المرجع الذي أخذ منه الباحث النص بكلمتين مسودتين تليهما نقطتان مترادفتان ، ذكر في ، مثل وعرف ماكميلان وشوماخر البحث العلمي ''بأنه عملية منظمة لجمع البيانات أو المعلومات وتحليلها لغرض معين '' ، ذكر في : عودة ، ملكاوي ، 1992 م ، ص 16).
- في حالة الاقتباس من أحاديث شفوية في مقابلة أو محاضرة أو من أحاديث تلفزيونية أو إذاعية ، فالتوثيق ذلك يكتب اسم الشخص الذي تمت معه المقابلة أو جرى منه الحديث أو المحاضرة وتاريخ ذلك في الهامش بعد علامة نجمة أحالت إليها نجمة مماثلة بعد النص المقتبس ، ويعرف الشخص غير المعروف بطبيعة عمله ، ولا بد من الإشارة إلى استئذانه بعبارة بإذن منه .
3-2-للتوثيق في قائمة المصادر والمراجع :
أما في قائمة المصادر والمراجع فإنها ترد مكتوبة بفقرة معلقة أي يتقدم لقب المؤلف عن السطر الذي يليه بمسافة ، ويمكن أن يدرج الباحث في قائمة المصادر كتابا لم يقتبس منه ولكنه زاد بمعرفته ، كما أنه يمكن إهمال كتاب ما ورد عرضا ، وتكتب المصادر كالتالي :
-الكتب :وتكون البيانات البيلوغرافية المطلوبة في توثيق الكتب هي :لقب المؤلف واسمه ، وسنة النشر بين قوسين فإن لم تتوفر كتب بدون تاريخ أو إختصارها ، وعنوان الكتاب مسودا ، ورقم الطبعة إن وجدت ولا تسجل إلا الطبعة الثانية فما فوق وإهمال تسجيل ذلك يعني أن المؤلف هو الناشر ، ثم يسجل مكان النشر ، وتهمل ألقاب المؤلفين كالدكتور أو الشيخ أو غيرها ، ونموذج ذلك مثل :
'' فودة ، حلمي محمد ، عبد الله عبد الرحمن صالح ، ( 1991م ) ، المرشد في كتابة الأبحاث ، الطبعة السادسة ، دار الشروق ، جدة ''
-الدوريات : يذكر لقب المؤلف متبوعا بالأسماء الأولى ، ثم سنة النشر ، ثم عنوان المقالة أو البحث ، ثم الناشر ، ثم مكان النشر .
مثل : ''الغانم ، عبد العزيز ، أخلاقيات مهنة التعليم كمعايير لضبط سلوكيات المعلمين ، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية ، السنة السادسة عشرة العدد 62 ، رمضان 1990م ، ص87-ص128 ، جامعة الكويت ، الكويت '' .
-سلاسل البحوث التي تصدرها الجمعيات : وتذكر كما هي في المثال الآتي ، وفيها يسود مسمى السلسلة ورقمها .
مثل : '' السرياني ، محمد محمود ، 1988م ، السمات العامة لمراكز الاستيطان الريفية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية ، سلسلة بحوث جغرافية رقم (14) ، الجمعية الجغرافية الكويتية ، الكويت ''.
-الرسائل العلمية غير المنشورة : يذكر لقب المؤلف متبوعا بالأسماء الأولى ، ثم سنة الحصول على الرجة بين قوسين ، ثم عنوان الرسالة مسودا ، ثم تحدد الرسالة ( ماجستير / دكتوراه) ويشار إلى أنها غير منشورة ، ثم اسم الجامعة ، فاسم المدينة موقع الجامعة .
مثل : '' الواصل ، عبد الرحمن بن عبد الله ، (1420ه ) ، مركز استقطاب الخدمات الريفية ودروها في تنمية القرى في منطقة حائل : دراسة في جغرافية الريف ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، قسم الجغرافيا ، كلية العلوم الاجتماعية ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الرياض''.
-الكتب المترجمة : تظهر تحت اسم المؤلف او المؤلفين وليس تحت اسم المترجم ، هكذا :
''بارسونز ، س ج ، ( 1996م) ، فن إعداد وكتابة البحوث والرسائل الجامعية ، ترجمة أحمد النكلاوي ومضري حنورة ، مكتبة نهضة الشرق ، القاهرة ''.
-التقارير الحكومية : يذكر اسم مؤلفها أو تعد الإدارة الفرعية التي أصدرت التقرير هي المؤلف ، وفي حالة عدم وجود أي منهما تعد الوزارة أو الجهة المصدرة هي المؤلف ، يلي ذلك سنة النشر بين قوسين ، ثم عنوان التقرير ، ثم يحدد نوع التقرير ويشار إلى أنه غير منشور في حالة كونه كذلك ، يلي ذلك اسم الجهة المصدرة للتقرير ، فالمدينة التي تقع فيها الجهة المصدرة ، هكذا :
'' مديرية الزراعة والمياه بحائل ، (1418 ه ) ، تقرير شامل لإنجازات المديرية العامة للزراعة والمياه بمنطقة حائل خلال الفترة من 1390ه-1418ه ، مطبعة المعرفة ، حائل .
''مصلحة الإحصاءات العامة ، ( 1397ه) ، التعداد العام للسكان لعام 1394ه/ 1974م : البيانات التفصيلية لمنطقتي القصيم وحائل ، وزارة المالية والاقتصاد الوطني ،الرياض ''.
-الجرائد والمجلات : يذكر اسم مؤلف المقال وإلا تعد الجريدة أو المجلة هي المؤلف ، يلي ذلك سنة النشر بين قوسين ، ثم عنوان المقال ، ثم اسم الجريدة أو المجلة مسودا متبوعا بسنة النشر وتاريخ اليوم والشهر ثم الصفحة أو الصفحات بين قوسين ، ثم اسم المدينة موقع الجريدة أو المجلة ، مثل :
'' القرني ، علي عبد الخالق ، ( 1419ه ) آفاق جديدة في تقويم الطالب ، مجلة المعرفة ( عدد 34 محرم 1419 ه ، ص 62 –ص77) الرياض .
-الجداول و الأشكال والخرائط : توضع مصادر الجداول والأشكال المقتبسة بعد إطاراتها السفلية مباشرة كما ترد تلك المصادر في قائمة المصادر ، وما لم يوضع منها أسفله مصدر فهي من عمل الباحث ولا يشار إلى ذلك فهذا يفهم بعدم وجود مصدر .
3-إستخدام المراجع :
يأخذ البحث شرف كونه بحثا علميا استناده إلى مختلف المصادر و المراجع التي كتبها غيره في المجال الذي يبحث فيه صاحب الموضوع ومن هنا كانت الضرورة المنهجية في البحث العلمي أن يتعرف الباحث على كافة المعطيات المتعلقة بكيفية الاستعمال الأمثل لمختلف المصادر والمراجع ذات الصلة بموضوع بحثه .
3-1-تعريف المصادر والمراجع في البحث العلمي:
المصادر و المراجع في البحث العلمي هي مجموعة مصادر المعلومات التي يستمدها ويستخدمها الباحث في إطار عمل البحث العلمي الذي يقوم به ، و تعتبر هذه المصادر والمراجع في البحث العلمي هي أساس الأهمية فكلما زادت هذه المصادر والمراجع وكانت ذات شأن وقيمة علمية كلما زادت أهمية البحث العلمي الذي يقوم به الباحث.
تكمن أهمية المصادر والمراجع في البحث العلمي بعملية نسب المعلومات إلى أصحابها، وتعتبر هذه العملية هي إظهار الفضل للباحثين الذين قاموا بكتابة هذا المؤلفات العلمية والتوصل إلى تلك المعلومات , و نظراً لأهمية هذا الموضوع سنقوم في هذا المقال بعمل بحث حول المصادر والمراجع في البحث العلمي.
3-2-أنواع المصادر والمراجع في البحث العلمي:
نوع المصادر والمراجع في البحث العلمي فهي تنقسم إلى ما يلي:
1-المصادر والمراجع الأساسية في البحث العلمي: وهي مجموعة المؤلفات والكتب والمخطوطات التي يعتمد عليها الباحثين كمراجع ، وتكون من تأليف أصاحبها أنفسهم أي ليست شروحات أو تفسيرات لتلك المؤلفات ، و المصادر و المراجع الحكومية ، و الأبحاث العلمية المعروفة من المصادر العلمية المعروفة ،وتعد المصادر و المراجع الأساسية هي المرجع الرئيسي المصادر و المراجع في البحث العلمي .
2- المصادر و المراجع الفرعية في البحث العلمي : و هي مجموعة المؤلفات و الكتب و الأبحاث العلمية التي أنتجت كتفسير أو شروحات للكتب والمؤلفات الأساسية ، و تكون هذه المصادر والمراجع مختصة بشكل عام بشرح تفصيلي لأجزاء مخصصة من المؤلفات الأساسية، وتكون ذات معلومات مفصلة عنها.
3- المصادر والمراجع الدورية في البحث العلمي: وهي مجموعة من المقالات والأبحاث والدراسات العلمية التي تصدر بشكل منهجي ومعين كالصحف والمجلات العلمية التي تصدر بشكل دوري كل أسبوع ، أو كل أسبوعين ، أو الشهرية ، أو كل سته أو كل سنه وهكذا.
4-المصادر والمراجع الإلكترونية في البحث العلمي: وهي مجموعة المؤلفات و الكتب و المخطوطات و الأبحاث العلمية التي يقوم الباحث بالاعتماد عليها كمصادر و مراجع مأخوذة من الإنترنت سواء كانت أساسية أو ثانوية أو دورية أو من مرجع محدد من الشبكة العنكبوتية.
- Teacher: MILOUDI Asma
- Teacher: MILOUDI Asma
المحاضرة الخامسة : مشكلة البحث وصياغة الفرضيات
تحديد مشكلة البحث العلمي وفرضياته من المراحل الأساسية التي يجب أن يهتم بها المقبلون على إعداد خطة البحث العلمي، واختيار المشكلة المتعلقة بالبحث ليس بالأمر السهل، بل يلزمه تدقيق وتمحيص، ودراسة لجميع الأبعاد؛ ومن ثم وضع الفرضيات التي يصوغها الباحث، والتي تعبر عن الحلول المبدئية للمشكلة، وبعد ذلك يتم الخوض في باقي أجزاء البحث من خلال الاستعانة بالدراسات السابقة وجمع الأدلة والقرائن، والتي تدور حول إثبات إيجابية الفرضيات أو سلبيتها، في نظام دقيق وفقًا لمنهج البحث العلمي.
أولا : مشكلة البحث العلمي :
1-تعريف مشكلة البحث العلمي :
-هي العامل الرئيسي الذي يحفز الباحث على الدراسة العلمية، والمشكلة هي التي تستفز الملكة والمقدرات التي توجد لدى الباحث؛ ومن ثم النهوض والاستعداد لحل المعضلات التي يواجهها الباحث، ودون وجود المشكلة لم يكن ليوجد البحث العلمي برمته.
-وهي مجموعة الأسئلة التي يقوم الباحث بطرحها خلال بحثه العلمي ، ومن خلال الإجابة عن هذه الأسئلة يكون الباحث قد قام بتحليل بحثه العلمي ، ووضح الأمور الغامضة فيه .
-بأنها سؤال علمي يحتاج إلى معالجة ، ويجب أن يحتوي هذا السؤال على مشكلة البحث العلمي والتي يسعى الباحث لحلها ، ويتم صياغة هذا السؤال على شكل علاقة بين أحدث وفاعلين بالإضافة إلى مكونات مشكلة محددة .
-وقام موريس أنجرس بتعريف مشكلة البحث العلمي بأنها عبارة عن عرض الهدف من البحث على هيئة سؤال ، ويجب أن يتضمن هذا السؤال إمكانية التقصي والبحث وذلك لكي يجد يصل الباحث من خلال بحثه إلى إجابة محددة .
-بأنها سؤال لا يوجد جواب كامل أو مقنع له ، ويسعى الباحث من خلال طرحه لهذا السؤال على البحث عن هذا السؤال والوصول إليه ، وذلك من أجل أن يقوم بحل المشكلة القائمة .
- مشكلة البحث من شعور الباحث بحيرة أو غموض تجاه موضوع معين ، فبعد هذا الشعور ينتقل الباحث إلى تحديد مشكلته ، فتحديد المشكلة هو البداية الحقيقية للبحث .
-مشكلة البحث من شعور الباحث بالغموض اتجاه موضوع معين ، فمشكلة البحث هي تساؤل يدور في ذهن الباحث حول موضوع غامض يحتاج إلى تفسير .
2-الشروط التي يجب أن تتوافر في مشكلة البحث العلمي:
1- يجب أن تكون مشكلة البحث العلمي قابلة لإمكانية جمع المعلومات عنها، فلا ينبغي التطرق إلى مشكلة غامضة، أو سبيل الوصول للمعلومات التي تلزم لدراستها صعب المنال.
2-من المهم أن يختار الباحث المشكلة التي يتوافر المشرفون والخبراء المتخصصون فيها؛ من أجل مساعدة الباحث في مراحل إعداد خطة البحث العلمي.
3-يجب أن ينطوي على تلك المشكلة أهمية بحثية أو مجتمعية؛ فمن غير المناسب أن يجتهد الباحث العلمي من أجل إعداد منهج البحث العلمي لمشكلة لا أهمية لها.
4-يجب أن يكون الباحث على دراية بالمشكلة، أو درس أحد الجوانب المتعلقة بها على الأقل في مجال تخصصه، كي تكون مناسبة للقدرات والتوجهات العلمية التي يمتلكها الباحث.
5- يعد العامل المادي أو عنصر التكلفة أحد العناصر التي يجب أن يضعها الباحث في الاعتبار عند اختيار مشكلة البحث، فلا يتطرق لموضوع دراسة يحتاج إلى ميزانية مالية كبيرة.
6-يجب أن تنطوي مشكلة البحث العلمي على عامل الإثارة العلمية للباحثين الذي ينتمون إلى نفس المجال.
3-يمكن للباحث العلمي الحصول على مشكلة البحث العلمي:
يوجد عديد من الوسائل التي يمكن من خلالها اختيار مشكلة البحث العلمي، ويتمثل ذلك فيما يلي:
1- من واقع الحياة: تجاربنا اليومية كثيرة ومتعددة ويتخللها كثير من المشكلات والصعوبات، ومن الممكن من خلال ذلك أن يسوق الباحث العلمي المشكلة البحثية، بشرط أن تكون ذات صلة بطبيعة تخصص الباحث، فعلى سبيل المثال في حالة كون الباحث متخصصًا في مجال الخدمة الاجتماعية، فمن الممكن أن تكون المشكلة التي تتراءى له بشكل يومي من سجلات الحياة، مشكلة أطفال الشوارع وهو معني بتلك المشكلة، ومن الممكن أن تشكل إطارًا لبحث علمي جيد.
2- الخبرات النظرية والعملية: وهي التي تتعلق بمجال دراسة الباحث، ومن المؤكد وقوع كثير من المشكلات في مجال تخصص الباحث، سواء أثناء الدراسة أو وقت إجراء التجارب العلمية.
3- الأبحاث السابقة: وهي مصدر واسع وبحر لا حدود له، ويمكن للباحث من خلاله أن يجد مشكلة البحث العلمي التي يبحث عنها، مع الأخذ في الاعتبار العنصر الابتكاري الذي يضيفه الباحث لمادة البحث، فلا يكتفي بسرد ما دوَّنه الآخرون، بل يكون ذلك مجرد قاعدة محورية نحو إطلاق العنان من أجل الوصول إلى الجديد الذي يخدم العلم والمجتمع المحيط، ويمكن الاستفادة من النتائج التي توصل إليها الآخرون بالنسبة لموضوع المشكلة، وتحديد الأبعاد والمجالات الخاصة بموضوع الدراسة.
4- القدرات الإبداعية: وهي طريقة من طرق اشتقاق مشكلة البحث العلمي، وتعتمد على قدرة الباحث على الربط ما بين ما هو واقعي وخيالي في نفس الوقت، ويتطلب ذلك التجربة والملاحظة على ظاهرة الدراسة.
4-معايير صياغة في مشكلة البحث :
هناك ثلاثة معايير لصياغة المشكلة هي :
1-العلاقة :على المشكلة لكي تكون علمية أن تتضمن العلاقة بين أو أكثر ، أي نطرح أسئلة علاقة (ذات علاقة ) ، فهنا الباحث يتساءل هل للمتغير '' أ '' علاقة بالمتغير '' ب'' ؟ز
2-الوضوح : يجب صياغة المشكلة بلغة السؤال بكل وضوح وبدون غموض ، إذ يفضل وضعها بصيغة سؤال ، فالسؤال يحدد اتجاه المشكلة وطرق معالجتها.
3-إمكانية الاختبار : اختبار مشكلة البحث ميدانيا ، أي أن العلاقة بين المتغيرات يجب قياسها ميدانيا .
5- صياغة الأسئلة في مشكلة البحث :
الأسئلة عبارة عن مجموعة إستفسارات خاصة تؤدي إلى تضيق مشكلة البحث :
1-الأسئلة الوصفية : تتناول ماذا حدث أو ما يمكن أن يحدث .
-ما المستوى التحصيل لطلبة السنة الأولى جامعي ؟
2- أسئلة العلاقات : يهتم هذا النوع من الأسئلة في البحث عن نوع العلاقة بين متغيرتين أو أكثر ويصاغ بعدة أشكال :
ما العلاقة بين المتغير'' أ '' والمتغير '' ب'' ؟
-ما درجة ارتباط المتغير '' أ '' بالمتغير '' ب'' ؟
-ما إمكانية التنبؤ بدرجة المتغير '' ب'' من خلال درجات المتغير '' أ ''؟
3-أسئلة الفروق : يستخدم هذا النوع من الأسئلة في حالة دراسة الفروق بين متغيرتين أو أكثر .
-هل توجد فروق بين متوسطي درجات المتغير '' أ '' ودرجات المتغير '' ب'' ؟
وإذا كان اتجاه الفرق واضحا في ذهن الباحث فتكون الصياغة على النحو التالي :
-هل تزيد درجات الاختبار البعدي عن درجات الاختبار القبلي ؟
ثانيا : صياغة الفرضيات :
بعد تحديد مشكلة البحث والاطلاع على الدراسات السابقة ذات العلاقة بالموضوع ، على الباحث القيام بصياغة فرضيات تكون بمثابة حلول مؤقتة لمشكلته البحثية .
1-تعريف الفرضيات :
-تعرف الفرضية بأنها '' تخمين معقول للحل الممكن للمشكلة '' ، أو هي '' أفكار مبدئية تدرس العلاقة بين الظواهر قيد الدراسة والبحث والعوامل الموضوعية فيها'' ، أي اقتراح مسبق لحل الإشكالية ، وتفسيرات مقترحة للعلاقة بين متغيرات الدراسة أخدهما المتغير المستقل والمتغير التابع .
-وفي تعريف آخر للفرضية فإنها عبارة عن '' قضية احتمالية تقرر مدى بين متغيرتين أو أكثر ، ولا يخرج عن كونه نوع من الحدس أو التخمين القائم على التفسير المؤقت أو الاحتمالي للظواهر أو الوقائع المبحوثة '' ، وبعبارة أخرى هي الإجابة المبدئية أو الأولية عن تساؤلات الدراسة ، وقد لا تكون هذه الإجابات صحيحة إنما هي مجرد تصور .
2- من أبرز الشروط الواجب أن يراعيها الباحث عند صياغة فرضيات البحث العلمي ما يلي :
1-يجب أن تبدأ الفرضيات من ملاحظات علمية ، أي تبدأ من وقائع محسوسة بالمشاهدة وليس من تأثير الخيال ( شرط الواقعية) .
2-أن يتوقع الباحث أن فروضه تعطي حلا فعليا للمشكلة التي يدرسها .
3-أن يرتبط الفرض بإطار نظري يعطيه دلالة ومعنى بحيث يخضع لمجموعة من المعارف العلمية السائدة والتي من شأنها إثباته أو دحضة .
4-أن تعرف المصطلحات التي تتضمنها الفروض إجرائيا بألفاظ تجعلها قابلة للقياس .
5-أن تكون بسيطة وواضحة من حيث الكلمات المصاغة .
6-أن تقتصر على متغيرات الظاهرة فقط مع استبعاد المتغيرات غير ذات الصلة .
7-أن تكون العبارة التي صيغت فيها الفرض مختصرة وموجزة توحي بوجود العلائقية والشرطية أو انعدامهما .
8-ينبغي أن تغطي الفرضيات كامل البحث ، وأن تكون متناسقة ، ولا يوجد تناقض فيما بينها .
9-إمكانية إخضاعها للاختبار أو القياس من خلال الأدوات أو التقنيات البحثية .
10-القابلية في تعميم النتائج النهائية التي يتوصل إليها الباحث .
3-أنواع الفرضيات :
يقسم الباحثون الفروض إلى فروض بحثية و فروض إحصائية :
أ-الفروض البحثية :
تصاغ الفروض البحثية بطريقة إثباتية تقريرية في صورة جمل قصيرة وبسيطة ، يعبر من خلالها الباحث عن تفسيره لظاهرة ، أو استنتاجه علاقة سببية أو ارتباطية معينة ، وتنقسم إلى فروض موجهه أو مباشرة ، وفروض غير موجهه أو غير مباشرة ، ويقوم تبني الفروض البحثية على أساس دليل أو برهان أو حقائق علمية ، يظهر من خلال الإطار النظري والدراسات السابقة للموضوع .
1-الفرض الموجه :
يستخدم الباحث الفرض الموجه عندما يتةقع أن هناك علاقة مباشرة بين متغيرات الدراسة ، سواء كانت ايجابية أو سلبية ، أو تكون هناك فروق ذات اتجاه واحد محدد ، كأن يتسبب وجود متغير مستقل في وجود متغير آخر تابع ، أو عدم وجود متغير مستقل معين في عدم وجود متغير مستقل معين في عدم وجود المتغير التابع ، أو أن تتسبب زيادة أو نقص في المتغير المستقل في زيادة أو نقص في المتغير التابع.
الفرض الموجه يعني توجيه نتيجة الفرض لأي من المتغيرتين .
عندما يملك الباحث أسبابا محددة يتوقع منها وجود فروق لمصلحة طرف معين ، يكون الفرض على النحو التالي :
'' يكون مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء عالية أعلى من مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة '' يسمى هذا الفرض بالفرض المتجه .
-ومن أمثلة الفرض الموجه أيضا :
-كلما زادت الحوافز المادية زاد الأداء الوظيفي ، كلما زادت المستندة الاجتماعية ، انخفض الضغط المهني .
2-الفرض غير الموجه :
يستخدم الباحث الفرض غير الموجه عندما يريد أن يعبر عن وجود علاقة بين المتغيرات ، لكنه لا يعرف بالتحديد اتجاه تلك العلاقة ، أو لا يمكنه تحديد اتجاه معين لتلك العلاقة بين المتغيرات أو أنه ينفي معرفة اتجاه العلاقة .
-ومن أمثلة الفرض غير الموجه :
-توجد فروق ذات معنوية بين جودة العلاقات الإجتماعية والروح للعمال .
ب-الفروض الإحصائية :
الفروض الإحصائية عبارة عن جملة أو عدد من الجمل تعد بإستخدام بعض النماذج الإحصائية ذات العلاقة ببعض خصائص مجتمع البحث ، و التي تستخدم من أجل تأكيد العلاقات أو السببية أو الارتباط بين المتغيرات ، والتي يسهل اختبارها إحصائيا على شكل فرض صفري أو فرض بديل ، وبالتالي قبول أو رفض الفرض الإحصائي ، ويمكن تعريف كل منهما كما يلي :
1-الفرض الصفري :
يسمى بفرض النفي ، حيث يقدم الباحث فرضه على أنه لا توجد هناك أي علاقات أو فروق ذات دلالة إحصائية بين متغيرات الدراسة ( أي عدم وجود علاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع ) .
وعند ظهور علاقات أو فروق جوهرية بين متغيرات الدراسة ، فإن ذلك يستوجب رفض الفرض الصفري وقبول الفرض البديل .
وتتم صياغة الفرض العلمي في الدراسات التجريبية عادة في شكل فرض صفري ، مثال ذلك : لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات العمال القدامى والجدد في الرضا الوظيفي .
2-الفرض البديل :
يفترض الباحث في الفروض البديلة أن العلاقة بين المتغيرات موضع الدراسة أو الفروق المتوقعة لا تساوي الصفر و أن الأمر لا يعود للصدفة .
مثال :
-توجد علاقة ارتباطية دالة وموجبة بين الذكاء و التحصيل الدراسي .
-توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في الذكاء لصالح الذكور .
- Teacher: MILOUDI Asma
المحاضرة الرابعة : مراحل إعداد البحث العلمي
إن البحوث العلمية على اختلاف أنواعها سواء كانت ورقة بحثية أو مقالا أو مذكرة أو رسالة علمية تمر جميعا بمجموعة من المراحل التي وجب على الباحث اتباعها ويجدر التنبيه أن وجه الاختلاف بين البحوث السابقة الذكر ، هو المدة المحددة لأعدادها والدرجة المطلوب الحصول عليها وكذا حجم البحث نفسه فهذه المسائل تحدد نوعية البحث المطلوب وكلما قلنا مهما اختلف نوع البحث فإنه من الضروري أن يمر بمجموعة من المراحل ، كمرحلة الأول : إختيار موضوع البحث وتصميمه ومرحلة الثاني :جمع المادة العلمية ومرحلة الثالثة :قراءة المادة العلمية ومرحلة الرابعة :تحرير المادة العلمية ومرحلة الخامس : إخراج البحث .
المرحلة الأول : إختيار موضوع البحث وتصميمه
يعد إختيار الموضوع من أولى الصعوبات التي تواجه الباحث ، لذا يتعين عليه التروي في اختيار موضوع بحثه حتى لا يضطر إلى تغييره ، وهي مشكلة كثيرا ما تصادف الباحث، ويترتب عليها إضاعة الكثير من الجهد والوقت والإجراءات الإدارية.
ويشترط في الموضوع المختار أن يطرح إشكالات حقيقية وأن يمكن الباحث من معرفة الإشكالية التي تريد وضع حل لها ، لأن الإجابة عليها هي محور الدراسة والبحث ، لذا فمرحلة اختيار الموضوع هي نفسها تحديد إشكالية، مهما كانت الطريقة التي يختار بها .
وعليه سنتطرق بداية إلى العوامل المؤثرة في اختيار الموضوع ، ثم إلى صياغة مشكلة البحث وقواعدها ، ثم نتطرق إلى شروط كتابة عنوان الموضوع المختار.
1-عوامل وطرق اختيار الموضوع للبحث العلمي :
تتعدد العوامل والطرق المؤثرة في اختيار الباحث لموضوع البحث ، وسنتطرق بداية إلى عوامل اختيار الموضوع في نقطة أولى ، ثم نعرج على طرق هذا الاختيار في نقطة ثانية .
أ-عوامل اختيار الموضوع البحث العلمي :
إن عملية إنجاز البحث العلمي تشترط توفر مجموعة من المواصفات المحددة ، فليس كل طالب مؤهل أن يكون باحثا وليس كل عمل ينجزه الباحث عبارة عن بحث علمي ، إذ تتحكم في عملية اختيار موضوع البحث مجموعة من العوامل منها ما يتعلق بالباحث وتسمى بالعوامل الذاتية ومنها ما يتعلق بالبحث العلمي وتسمى العوامل الموضوعية .
أ-1-العوامل الذاتية لاختيار موضوع البحث العلمي:
العوامل الذاتية التي تتحكم في اختيار موضوع البحث العلمي هي تلك التي تتعلق بشخص الباحث ومدى توفره على الاستعدادات الفطرية والعقلية والأخلاقية واللغوية لإنجاز نوع معين من البحوث العلمية، نذكر منها :
1-عامل الرغبة النفسية أو الميول للبحث في موضوع معين دون غيره ، فالعامل النفسي يلعب دورا لدى الباحث لأنه يعينه على المثابرة والصبر على مشاق البحث في الموضوع الذي يتطلب منه جهدا ووقتا ومال كما أنه يحقق نوعا من الاندماج والترابط بينه وبين الموضوع .
2-القدرات العقلية : ويقصد بها قدرة الباحث على التعمق في الفهم والتحليل والربط والمقارنة والاستنتاج في معالجة الموضوع محل البحث العلمي ، ويكتسب الباحث هذه القدرات من كثرة القراءة للمواضيع المرتبطة ببحثه في مختلف المصادر والوثائق العلمية .
3-القدرات الإقتصادية : يتطلب إنجاز البحوث العلمية مصاريف قد تفوق قدرات الباحث، خاصة ما تعلق منها بالسفر والتنقل لاقتناء المراجع وإجراء التجارب، وقد تكون تكاليف البحث عائقا يقف في وجه إتمام البحث ، ويتعين على الباحث أخذها بعين الاعتبار ، وفي كثير من الدول ، تتولى الهيئات والمؤسسات العامة تقديم معونات ومنح مالية للباحثين ، كما تحدد أنواع المشكلات التي ترغب في دراستها أو على الأقل ميادين الدراسة .
4-القدرات اللغوية للباحث : يتعين على الباحث الإلمام باللغات الأجنبية، للبحث في مختلف المراجع والوثائق الأجنبية ،خاصة متى كانت الدراسات تقوم على المقارنة بين قانون وطني وأجنبي ، ويتعين مراعاة هذه المسألة من طرف الباحث أثناء اختياره للموضوع إذ لا يمكن الاكتفاء بموضوع يقرأ فيه باللغة التي يعرفها فقط ، لذلك وقبل اختيار الموضوع ، يتعين على الباحث إلقاء نظرة على المراجع الضرورية لبحثه ، ليتأكد من عدم وجود مصاعب لغوية .
5-الصفات الأخلاقية : يتطلب في الباحث العلمي التحلي بالصبر والمثابرة وهدوء الأعصاب والقدرة على الاحتمال والتضحية ، وإضافة إلى المثابرة و الاستمرارية في البحث ، لأن الانقطاع ولو لفترة قصيرة يعيق الباحث عن العودة إلى بحثه من جديد ، كما يتعين عليه التحلي بالشجاعة وتقبل النقد الموضوعي من الغير وقبول التوجيه ، دون أن ننسى الأمانة العلمية والتواضع .
أ-2-العوامل الموضوعية لاختيار موضوع للبحث العلمي :
إلى جانب العوامل الذاتية لدينا العوامل الموضوعية وهي تلك العوامل التي تتعلق بموضوع البحث العلمي لا بشخص الباحث ، ولا يمكن للباحث أن يختار موضوعه إذا لم تتوفر إحدى العوامل المذكورة أدناه :
1-عامل التخصص ، فلا يمكن حال من الأحوال أن يبحث الباحث في موضوع بعيد عن تخصصه ، لأنه سيضطر إلى خسارة المزيد من الوقت في القراءة والاطلاع على موضوع لم يسبق له دراسته أو الإطلاع عليه .
2-عامل القيمة العلمية للموضوع ، فإذا لم يكون للموضوع المراد البحث قيمة علمية سيتم غالبا رفضه على مستوى الهيئات العلمية ، وسيضطر الباحث إلى إضاعة المزيد من الوقت لاقتراح موضوع جديد .
3-عامل الزمن ، إن الباحث مضطر إلى احترام المدة الزمنية الممنوحة له لإعداد بحثه العلمية وهي تختلف باختلاف نوع البحث ، إذ يتطلب إنجاز أطروحة الدكتوراه أربع سنوات قابلة للتمديد سنتان في النظام الكلاسيكي أم نظام ل م د فالمدة ثلاث سنوات قابلة للتمديد سنتين على أكثر تقدير ، ورسالة الماجستير مدة إنجازها سنة قابلة للتمديد سنة ، أما مذكرة الماستر غالبا تعد في السداسي السادس أي ما يقارب خمسة إلى ستة أشهر ....إلخ .
4-عامل مدى توفر المادة العلمية ، إذ لا يمكن للباحث البحث في موضوع لا يملك فيه مادة علمية ، لا مراجع أو مصادر أو لقلتها ، لذا عليه أن يحاول اختيار موضوع يمكن الاستعانة من خلاله إلى الوثائق الضرورية والمنتجة للبحث .
5-عامل المشرف، لا يمكن أيضا للباحث المضي قدما في موضوع يرفض المشرف الإشراف عليه لذا عليه أن يبذل كل ما في وسعه لإقناعه بضرورة البحث فيه وإلا لن يتمكن من استكمال إجراءات التسجيل والإيداع وغيرها التي تتطلب توقيع المشرف ، وحاليا لم يعد هذا المعيار مصدر قلق بالنسبة للباحثين وتجنبا لمثل هذا الصدام أصبح المشرف هو الذي يقترح مواضيع الدراسة وما على الباحثين إلا اختيار إحداها .
ب-طرق اختيار موضوع البحث العلمي :
إن اختيار موضوع البحث تكاد تنحصر في طريقتين : إما أن يختاره الباحث بنفسه أو أن يقترحه عليه المشرف .
ب-1-اختيار موضوع البحث من طرف الباحث :
الأصل أن احتيار موضوع البحث يكون من اختصاص الباحث ، وهذه هي الطريقة المثلى باعتبار أن الباحث هو المتخصص في موضوعه والمعايش لفكرته ، وصاحب الميل والرغبة للخوض فيه، ذلك أنه يجب على الباحث أن يشعر اتجاه موضوع بحثه بانفعال خاص ، نوع من الاهتمام الزائد حتى يكون ذلك دافعا له في الاستمرار ولو واجهته صعوبات أثناء إعداد البحث ، كما يتوصل الباحث بهذا الانفعال إلى القراءة النقدية والتفكير العميق والإصرار العلمي لمعرفة حقيقة الأشياء ، وهو شرط لاختيار أي موضوع البحث .
يعد اختيار الموضوع من طرف الباحث من أسهل الطرق ، ذلك أن الباحث حر في اختيار أي موضوع قانوني يتناسب وميوله واختصاصه ، وغالبا ما يتم الاختيار استنادا إلى الثقافة القانونية للباحث وكثرة مطالعته حيث تتوفر لديه الخلفية العلمية عن موضوعه ، فاختيار الباحث لموضوعه من شأنه أن يزيد من فرصة توفيقه ونجاحه ، إذ سيهتم به اهتماما شخصيا ، و يشعر بأنه يعمل ويبحث في شيء خاص .
إلا أنه يعاب على هذه الطريقة أن الموضوع المختار من طرف الباحث قد يكون أوسع مما يجب ، وهذا ما يضطر الباحث إلى تغييره ، مما يضيع على الباحث فرصة تكوين نظرية أو آراء جديدة ، و لن يشعر الباحث بذلك إلا بعد استغراق وقت طويل في إعداد بحثه .
لذلك بشترط في الباحث أثناء اختياره لموضوع بحث معين أن يراعي ما يلي :
1-احترام التخصص العلمي فلا يمكن لباحث ماستر مثلا تخصص القانون العقاري أن يختار بحثا أو موضوعا يتعلق بتخصص الأحوال الشخصية أو الملكية الفكرية .
2-الابتعاد عن المواضيع الواسعة جدا والمواضيع الضيقة جدا .
3-الابتعاد عن المواضيع ذات المقارنة الواسعة ، وفي حال اختيار دراسة مقارنة وجب أن تكون في نطاق ضيق .
4-ان يكون الموضوع المختار من طرف الباحث ذو قيمة علمية .
5-أن يختار الباحث موضوعا يتوافق مع طاقته الفكرية والعلمية والمادية وكذلك الوقت المخصص لإنجاز هذه الدراسة .
6-ان يختار أستاذا مشرفا متخصصا في الموضوع ليرشده ويوجهه إلى الطريق الصحيح ويزوده بالمعلومات التي يحتاجها .
ب-2-اختيار الموضوع من طرف المشرف :
قد لا يمكن الباحث من اختيار موضوع البحث نتيجة انتهاء المدة الزمنية المحددة لتقديم المواضيع للإدارة أو عدم قدرتهم على الاختيار .فهنا يعرض الأستاذ المشرف على الباحث موضوعا يراه جديرا بالبحث كون الأستاذ أكثر خبرة ودراية من الباحث أو الطالب .
يعاب على هذه الطريقة أن في اختيار الموضوع من طرف المشرف قد يشكل خطرا على الباحث نفسه ، الذي قد يتعثر في مشواره البحثي ، كون الموضوع المختار من طرف المشرف معقدا أو صعبا بالنسبة لقدرات الباحث وإمكانياته العلمية أو أنه لا يتفق مع ميوله ورغبته النفسية .
لعل أفضل طريقة لاختيار موضوع البحث أن يكون باتفاق بين طرفي البحث ( المشرف والطالب ) ، بحيث يعرض الباحث موضوعه المختار على المشرف فيوافق عليه أو يدخل عليه بعض التعديلات أو الحالة العكسية ، حيث يعرض المشرف موضوعا معينا على الباحث فيوافق هذا الأخير على هذا الموضوع بمطلق حريته .
الجدير بالذكر أنه مهما كانت طريقة اختيار الموضوع –سواء من المشرف أو الباحث – فإن عملية تسجيل البحث خطوة شكلية إجرائية جوهرية وضرورية قصد التمكن من ضبط عدد المسجلين والمناقشين ، ومن اجل الحصول على موافقة اللجان العلمية المصادقة على ذلك من طرف المجلي العلمي للكلية ، ثم ترسل المحاضر المعتمدة لهذه المواضيع إلى نيابة رئاسة الجامعة المكلفة لما بعد التدرج والبحث العلمي .
المرحلة الثانية : جمع المادة العلمية (جمع الوثائق العلمية ) :
تلي مرحلة اختيار الموضوع مرحلة عن الوثائق العلمية المشتملة على المعلومات المتعلقة بموضوع البحث وجمعها قصد توظيفها ، وتسمى هذه المرحلة أيضا بعملية التوثيق أو البيبليوغرافيا ، لكننا هنا لن نتطرق إليها بكل تفاصيلها ، وإنما سنكتفي ب:
1-تعريف الوثائق العلمية :
تعرف الوثائق العلمية بأنها جميع المصادر والمراجع الأولية والثانوية ، التي تحتوي على المادة العلمية والحقائق المتعلقة بموضوع البحث ، سواء كانت مخطوطة أو مطبوعة أو مسموعة أو مرئية ، أو إلكترونية .
ولا يؤتي البحث نتائجه بالاعتماد على هذه الوثائق العلمية فحسب ، بل يضاف إليها جهد الباحث وتفكيره وحسن ابتكاره و أسلوبه .
2-حجم الوثائق العلمية الضروري لإنجاز البحث العلمي :
يمكن التعبير عن معنى حجم الوثائق العلمية بطرح السؤال التالي : ماهو القدر المتطلب في البحث من الوثائق العلمية ؟
وللإجابة عليه نقول أنه لا يكفي وصول الباحث إلى الكثير من الوثائق العلمية فحسب ، بل يجب عليه أن يثق بكفايتها واستيعابها لجميع نقاط بحثه ، وليحصل ذلك يجب :
-اطمئنان الباحث إلى كفاية المادة العلمية الموجودة فيها لإخراج البحث .
-الإحاطة بما كتب في الموضوع والبحث عن الجديد لإضافته للبحث .
-استيعاب اتجاهات المؤلفين للأخذ منهم أو إبداع اتجاه خاص بالباحث .
-الشروع في الكتابة بارتياح لتوفر المادة العلمية .
3-أنواع الوثائق العلمية :
تتعدد الوثائق العلمية بين وثائق أصلية ويصطلح عليها بالمصادر ، ووثائق ثانوية ويصطلح عليها بالمراجع ، وسنعرف بكلا النوعين ثم نتطرق إلى توضيح الفرق بينهما .
أ-تعريف المصادر : وهي الوثائق العلمية التي تتضمن مباشرة الحقائق والمعلومات الأصلية المتعلقة بالموضوع ، دون استعمال مصادر وسيطة في نقل هذه المعلومات ، ويندرج ضمن هذه الفئة :
-المواثيق القانونية الوطنية والدولية.
-العقود والاتفاقيات والمعاهدات الدولية .
القوانين والنصوص التنظيمية .
-الأعمال التحضيرية .
-الأحكام والمبادئ والاجتهادات القضائية الرسمية .
-الإحصائيات الرسمية .
-المقابلات مع رجال التشريع والقضاء و القفة .
-نتائج التحقيقات وسبر الآراء .
ب-المراجع : وهي التي تعتمد في مادتها العلمية على المصادر بشكل مباشر أو غير مباشر ، فتعرض لها بالتحليل أو النقد أو التعليق أو التلخيص، ويندرج ضمنها :
-الكتب القانونية العامة .
-الكتب القانونية المتخصصة.
-الدوريات.
-الرسائل العلمية الأكاديمية .
ج-الفرق بين المصادر والمراجع :
تجدر الإشارة إلى أن المصدر قد يكون أصليا في موضوع بحث معين و ثانويا في آخر ، ويرجع ذلك لطبيعة البحث وموضوعه.
وهناك من يرى أن كلمة المراجع تعني كل شيء رجع إليه الباحث أثناء بحثه فأفاد منه فائدة ثانوية ، وكل مصدر مرجع ولا يصح عكس ذلك .
4-قواعد حول جمع الوثائق العلمية وحسن استخدامها :
يتعين على الباحث احترام جملة من القواعد حتى يجمع الكم الذي يثق في كفايته لتحرير بحثه دون إضاعة الوقت والجهد ، ومن بين هذه القواعد نذكر:
-جمع أحدث المصادر والمراجع .
-الرجوع إلى المصادر أولا لتفادي الأخطاء .
-توظيف المراجع الحديثة للوقوف على آخر التطورات دون إغفال القديمة منها في عملية التأصيل .
-تحقيق التوازن بين المراجع العربية والأجنبية .
-دقة ترجمة النصوص الأجنبية لتفادي التحريف .
مرحلة الثالثة : القراءة المادة العلمية :
القراءة هي الوسيلة الأولى لجمع المادة الأولية في ذهن الباحث ، وتنصب على الكتب والبحوث السابقة والمقالات ، وكل له علاقة بموضوع البحث ، قصد الاطلاع والفهم الجيد للأفكار واستيعابها.
ومرحلة القراءة والتفكير عمل منظم ، يفرض طرقا و أساليب معينة تمكن الباحث من استغلال الأفكار الموجودة في الوثائق العلمية التي يقرؤها ، وتمهد للأفكار التي ينتجها الباحث وهو بصدد إنجاز بحثه .
1-تعريف القراءة المادة العلمية :
يقصد به عمليات الاطلاع والفهم لكافة الأفكار والمعلومات والحقائق المتصلة بموضوع البحث والتأمل فيها وتحليلها ، لتولد في عقل الباحث النظام التحليلي للموضوع ، وتجعله مسيطرا على المعلومات ومتعمقا في فهمها ، وقادرا على استنتاج الفرضيات والأفكار والنظريات منها ، لذلك قيل أن '' القراءة فن ، فإذا عرفت كيف تقرأ سهلت عليك القراءة وسهل عليك البحث ''.
2-شروط القراءة المادة العلمية :
يتعين على الباحث اعتماد القراءة المنهجية وفق شروط معينة حتى تؤتي نتائجها ، ومن بين هذه الشروط نذكر :
-أن تكون القراءة مستمرة بمقدار معين من الوقت ولو قليل يوميا .
-أن تكون شاملة لكافة الوثائق العلمية المرتبطة بالموضوع.
-أن تسير هذه القراءة وفق مبدأ الأولويات ، حيث تبدأ بالمصادر ثم المراجع .
-أن تكون القراءة منظمة ومرتبة ومتأنية تمكن الباحث من التركيز فيما يقرؤه .
-ترك فترات للتأمل والتفكير قصد تحليل ما يقرأ واستيعاب الأفكار.
-يجب على الباحث اختيار الأوقات والأماكن المناسبة للقراءة والتأمل .
-مراعاة الصحة النفسية والجسدية للباحث .
-التوقف عن القراءة متى لو يعد الباحث قادر على الاستيعاب .
-الاطلاع على الموضوع في النصوص القانونية ، ثم القضائية ، ثم الفقهية .
-البدء بقراءة المؤلفات العامة المؤطرة للموضوع ثم الخاصة .
-ألا يستطرد الباحث في قراءة أجزاء لا تتصل بموضوع بحثه .
3-أنواع القراءة المادة العلمية : يمكن تقسيم القراءة إلى قسمين :
-يشمل القسم الأول : القراءة الأولية والقراءة العادية والقراءة المركزة .
-يشمل القسم الثاني : القراءة الأفقية والقراءة العمودية .
وفيمايلي تفصيل هذه الأنواع :
أ-التقسيم الأول للقراءة : وفيه قسمت القراءة حسب درجة عمقها والوقت الذي يستغرقه الباحث فيها إلى :
1-القراءة الأولية : وتسمى أيضا بالقراءة الاستطلاعية أو الاستكشافية أو السريعة : وهي تسعى لتكوين انطباع أولي واستطلاع عام لأهم الأفكار التي احتوتها الوثائق العلمية ،من خلال الاطلاع على فهارس الوثائق وعناوينها ، وقوائم المراجع والمصادر ،و المقدمات وعناوين الفصول ، قصد تحديد المعلومات المتعلقة بالموضوع ، وتقييم الوثائق العلمية المجموعة ، ودرجة ارتباطها بالموضوع وقيمة المعلومات المحتواة في كل وثيقة وحصر الوثائق التي تقرأ بعناية لا حقا واستعباد غيرها .
2-القراءة العادية : وفيها يطالع الباحث بعمق المواضيع التي تم اختيارها في القراءة السريعة ، وفق الشروط السابق بيانها ، قصد استخراج الأفكار واستخلاص النتائج والقيام يتدوينها في البطاقات والملفات المخصصة لذلك ، والقيام بالاقتباسات اللازمة ، وينتج عن هذه القراءة الفهم الجيد لموضوع البحث ، وبذلك يستخلص الباحث أفكارا ويحصل على معلومات يوظفها لاحقا في كتابة بحثه .
3-القراءة العميقة : وتسمى أيضا بالقراءة المركزة ، حيث يقرأ فيها الباحث بتأن وروية قصد الفهم الجيد والتمعن في المصطلحات ، وتكون لبعض الوثائق ذات القيمة والأهمية العلمية الكبيرة لموضوع البحث ، حيث تتم قراءتها بعمق وتركيز مع تفكير وتحليل ، بل وقد يعيد قراءتها أكثر من مرة ، من أجل تدوين الأفكار التي تظهر له والنتائج التي توصل إليها .
وتتطلب هذه القراءة من الباحث الصرامة والجدية ، بحيث يزن الفكرة ويشرحها بهدف بيان قيمتها الإيجابية أو السلبية ، لا يقصد المعارضة ولا التقبل المطلق .
ب- التقسيم الثاني للقراءة : ويشمل هذا التقسيم القراءة الأفقية والقراءة العمودية .
1-القراءة الأفقية : وتسمى أيضا بالقراءة المستوية ، وفيها يقرأ الباحث بتأني في المرجع واحدا تلو الآخر ، ثم الذي يليه ، ليعرف نطاقه ويحدد المواضيع المتصلة به.
2-القراءة العمودية : أو القراءة الرأسية ، ونعني بها قراءة جانب واحد من الموضوع في سائر المراجع لاستيعاب الأفكار والمشاكل التي يطرحها فيه ، مما يمكن الباحث من فهم موضوع بحثه بشكل أشمل وتحليل أعمق .
مرحلة رابعة : تحرير المادة العلمية (جمع وتخزين المعلومات ) :
تتمحور هذه المرحلة حول استنباط الأفكار واختيار المعلومات المتعلقة بموضوع البحث وفرزها وفق أساليب دقيقة ومنظمة وتهيئتها للاستعانة بها أثناء الكتابة والتحرير ، حيث يحصر الباحث كل ما يتصل بموضوعه من معلومات متناثرة في مختلف الوثائق العلمية بطريقة منهجية سواء اعتمد في ذلك على الأساليب التقليدية المتمثلة في البطاقات والملفات أو الأساليب الحديثة من نظام آلي وتصوير ، مع ضرورة مراعاة الباحث لبعض القواعد أثناء جمعه وتخزينه للمعلومات .
من هنا تبرز أهمية هذه المرحلة في :
-حصر وانتقاء المعلومات والأفكار من مختلف الوثائق العلمية تمهيدا لعملية الكتابة .
-ضبط الباحث لما سمعه أو قرأه وتسجيل انطباعاته حوله.
-احتمال حاجة الباحث للعودة ومراجعة ما سمع أو قرأ.
1-أساليب جمع وتخزين المعلومات :
يعتمد الباحث في عملية جمع وتخزين المعلومات على الأساليب التقليدية المتمثلة في البطاقات والملفات أو الأساليب الحديثة من نظام آلي وتصوير .
وفيما يلي تفصيل ذلك :
أ-الأساليب التقليدية في جمع وتخزين المعلومات :
أ-1-البطاقات : وهي بطاقات صغيرة أو متوسطة ومتساوية الحجم ، بعدها الباحث بنفسه من الورق الجيد أو يشتريها ، ترتب وفقا لخطة البحث ، مجهزة للكتابة على وجه واحد فقط ، مع وضع تلك التي تحمل عنوانا واحدا في ظرف خاص مناسب لحجمها ، ويفضل بعض الباحثين استعمال الألوان بحيث يجعل لكل قسم أو فصل أو مبحث لونا معينا لتمييزه عن باقي أجزاء الخطة .
وتشمل البطاقة على كل المعلومات المتعلقة بالوثيقة من إسم المؤلف والعنوان والطبعة ودار وبلد النشر وتاريخ النشر والصفحة أو الصفحات ، كما يدون فيها المعلومات المأخوذة من المرجع ، فإذا لم تتسع البطاقة لذلك أضاف الباحث أخرى جديدة سجل عليها البيانات السابقة وعبارة تابع وهكذا ، وإذا استعمل الباحث مرجعين لجزئية واحدة استعمل أيضا بطاقتين ، فتخصص البطاقة الواحدة لمرجع واحد من جهة ولمسألة واحدة من جهة أخرى.
ويتعين على الباحث الكتابة بخط واضح بأسلوبه ، فإذا استعصى عليه ذلك اقتبس وأشار إلى ذلك ، كما ينصح بعدم انتقال إلى مرجع آخر قبل تكمله المرجع الذي بدأ بقراءته وتدوين كل الأفكار منه بدقة وبطريقة تغذية عن الرجوع إليه مرة أخرى ، ويفضل أن يترك في كل بطاقة فراغا كافيا لتدوين بيانات أخرى أو رأيا مماثلا للذي دونه من مرجع أخر .
وقد يعتمد الباحث إلى تقسيم البطاقات إلى مجموعتين تتعلق الأولى بالمعلومات المقتبسة ، في حين تضم البطاقات الثانية الملاحظات الشخصية على تلك المعلومات .
أ-2-الملفات : يتكون الملف من غلاف سميك متعمد لإحتواء أوراق مثقوبة متحركة ، حيث يقسم الباحث الملف وفقا لخطة بحثه ، مع ترك فراغات لاحتمال الإضافة والتعديل ، ويمكن تمييز الأوراق المخصصة لكل قسم بلون معين ، وتعتمد الطريقة ذاتها في تدوين المعلومات المعتمدة في البطاقات .
ويتميز هذا الأسلوب بمزايا مقارنة بأسوب البطاقات نذكر منها :
-السيطرة على معلومات البحث.
-حفظ المعلومات وعدم تعرضها للضياع .
-المرونة وإمكانية التعديل .
-سهولة مراجعة الباحث .
-سهولة حمله واصطحابه لأي مكان .
وتجدر الإشارة إلى أن المفاضلة بين أسلوب البطاقات وأسلوب الملفات ترجع للباحث في حد ذاته لاختيار أي الأسلوبين ينتجه في عملية جمعه وتدونه للمعلومات .
ب-الأساليب الحديثة في جمع وتخزين المعلومات :
وتتضمن اعتماد الباحث على النظام الآلي من جهة والتصوير للوثائق من جهة أخرى .
ب-1-النظام الآلي :يستعين الباحث بالحاسوب في الكتابة وتخزين المعلومات ، مما يساعده على ربح الوقت ، بحيث يحفظ الجهاز المعلومات بشكل يمنع ضياعها وتلفها كما في الأسلوبين السابقين مع سهولة تعديلها ، دون أن يغفل الباحث تعدد وسائل الحفظ الالكترونية خوفا من سلبيات ومشاكل الأجهزة الالكترونية .
ب-2-التصوير : وينحصر استعماله على الوثائق القيمة ، حيث يعتمد الباحث إلى تصوير المرجع أو جزء منه أو فقرة مع تصوير صفحة الغلاف وحتى الصفحة الداخلية له لإثبات كافة البيانات من ناشر وسنة نشر وغيرها ، كما يمكن تواجدها أيضا في نهاية المرجع ، لذا يجب الانتباه لهذه المسائل .
ويوفر هذا الأسلوب على الباحث الوقت ويمكنه من الاطلاع على المرجع في أي وقت، لكنه لا يعفيه من تدوين المعلومات وتخزينها بالأساليب السابقة الذكر .
2-قواعد جمع وتخزين المعلومات :
نظرا لدقة هذه المرحلة ، يتعين على الباحث الالتزام ب :
-الدقة والتعمق في فهم محتوى الوثائق وتسجيل الأفكار مدعمة بالحجج الكافية .
-انتقاء ما هو جوهري ومرتبط بالبحث .
ترتيب البطاقات والملفات المستخدمة في تخزين المعلومات .
-حفظ البطاقات والملفات في أماكن أمينة خوفا من التلف والضياع .
-يحبذ استعمال الألوان للفصل بين البطاقات والملفات .
-مراعاة قواعد الاقتباس متى تم ذلك .
-تخصيص بطاقة لكل فكرة ولكل مرجع .
-ترك فراغات في البطاقات والملفات للسماح بالتعديل .
-تدوين الملاحظات الشخصية حول الأفكار بشكل مستقل ، إما أسفل البطاقة أو بجانبها ، أو تخصيص بطاقات مستقلة لها أو تدوينها بلون مختلف ، لضمان تميزها وعدم اختلاطها بالفكرة .
مرحلة خامس : إخراج البحث :
بعد أن ينتهي الباحث من مرحلة القراءة المادة العلمية واستخراج المعلومات ، يمكنه وضع خطة لموضوعه (وضع تصميم أو تقسيم له) ، يسير عليها عند كتابة بحثه ، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطة يمكن أن تتغير وتعدل الكتابة حتى آخر لحظة في البحث ، ويساعده في ذلك مجموعة من الإجراءات العملية ، حيث يبدأ الباحث بخطة أولية ثم تطرأ عليه العديد من التعديلات ، ليصل في الأخير إلى خطة نهائية يرسو عليها .
يتضح مما سبق أن عملية إخراج البحث لا تتم دفعة واحدة بل تمر بعدة مراحل ، وينبغي على الباحث أن يراعي فيه جملة من الشروط .
أ-مراحل إخراج البحث :
يمر الباحث في وضعه لحظة بحثه بثلاث مراحل ، بدء بالإعداد للخطة ، ثم الخطة المبدئية له ، وأخيرا الخطة النهائية . فيما يلي بيان لهذه المراحل :
1-مرحلة الإعداد لخطة البحث : وفيها يتهيأ الباحث لتقسيم بحثه ، حيث تبرز له قيمته العلمية ، ووفرة مادة العلمية أو قلتها ، وأهمية البحث في الموضوع من خلال الاطلاع على مختلف الوثائق العلمية التي جمعها .
ب- مرحلة الخطة المبدئية للبحث : وفيها يضع الباحث خطة أولية لموضوعه وفق تصور مبدئي ، يكتسبه من القراءات في مختلف الوثائق العلمية ، ويتعين عليه إخراجها بألفاظ حسنة،وأن يضع في حسبانه أنها خطة مبدئية فقط تمكنه من تصور حدود لموضوعه.
ج-مرحلة الخطة النهائية للبحث : بعد الاطلاع الواسع على الوثائق العلمية ، تظهر الخطة النهائية للموضوع ، حيث يكون الباحث قد كون انطباعا وتصورا شاملا يمكنه من الإضافة والحذف والتقديم والتأخير ، بل قد يمس التعديل حتى عنوان البحث ، ويشترط هنا موافقة المشرف والقسم ومجلس الكلية ، أما إن كان التعديل في غير ذلك فتكفي موافقة المشرف.
ب- شروط إخراج البحث : وتعتمد الخطة الجيدة على مراعاة الباحث لجملة من الشروط تذكر منها :
-الانطلاق في التقسيم من مشكلة البحث أو الفكرة العامة له مع عدم تجاوزها بحيث تشكل كل العناصر مشكلات فرعية .
-أن تكون الخطة شاملة لمختلف جوانب الموضوع وواضحة المعالم .
-أن تكون الخطة متناسبة مع طبيعة الموضوع.
-أن تكون الخطة منظمة تضمن تطور وتسلسل الأفكار المتعلقة بها .
-أن ترتبط الخطة بالتسلسل المنطقي للبحث بحيث تتلاحق الأجزاء بشكل متسلسل زمنيا وموضوعيا.
-الإكثار من العناوين الرئيسة والفرعية لتغطية كافة عناصر البحث .
-مراعاة التوازن في التقسيم الكمي والكفي بحيث لا يطغى كل عنصر على الآخر.
-مراعاة الباحث للتجديد و الخلق لبيان كفاءته وقدراته العلمية.
-إحترام مبدأ مرونة الخطة بحيث يستطيع الباحث التعديل فيها دون إخلال توازنها .
-تجنب التكرار والتداخل بين العناوين والعناصر.
-إخراج الخطة بمظهر حسن في لفظها ومضمونها .
-أن تكون العناوين كاملة وواضحة بحيث تعبر العناوين الرئيسية عن عنوان البحث والفرعية عن العنوان الرئيسي .
-يفضل صياغة العناوين صياغة تقريرية لا استفهامية .
- Teacher: MILOUDI Asma
المحاضرة الثالثة : مناهج البحث العلمي
أولا -مفهوم مناهج البحث العلمي :
يعتبر المنهج العلمي أمر جوهري في القيام بالبحوث والدراسات العلمية ، سواء كانت بغرض الوصول إلى نتائج نظرية أو تطبيقها على ارض الواقع أو معالجة مشكلات عملية ، كما يتيح ويحدد للباحث طبيعة الأدوات الوسائل والإجراءات التي يعتمد عليها في جمع البيانات والمعلومات وتحليلها وتفسيرها ، فهو الإطار الذي يقيد الباحث و يوجهه نحو تحقيق هدفه في معالجة وتفسير المشكلات والظواهر بموضوعية ودقة ومصداقية . إذ يمنع تدخل الهواء ومولات وعواطف الباحث وتأثيرها على طريقة إجراء البحث واستخلاص النتائج .
1-تعريف المنهج العلمي :
-يعرفه المنهج العلمي بأنه الوسيلة التي يمكن عن طريقها الوصول إلى مجموعة الحقائق في أي موقف من المواقف ومحاولة اختبار للتأكد من صلاحيتها في مواقف آخرى وتعميمها ، وهي هدف كل بحث علمي .
-كما يعرف بأنه الطريق المؤذي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة مجموع من القواعد العامة .
-إن المنهج في البحث العلمي يعني مجموعة من القواعد والأسس التي يتم وضعها من أجل الوصول إلى حقيقة معينة ، وعليه إن طبيعة الموضوعي التي تحدد نوع المنهج .
-والكيفية أو الطريقة التي يسلكها الباحث في معالجة موضوعه لإيجاد حلول لمشكلة بحثه ، ومن المناهج المستخدمة في البحوث نجد المنهج الوصفي ، المنهج التاريخي ، المنهج التجريبي ....إلخ .
-والطريقة التي تتبع للكشف عن الحقائق بواسطة استخدام مجموعة من القواعد العامة ترتبط بتجميع البيانات وتحليلها حتى تصل إلى نتائج ملموسة .
2- مميزات مناهج البحث العلمي :
بالرغم من تعدد مناهج البحث العلمي إلا أن مناهج البحث العلمي لها العديد من المميزات والخصائص التي من شأنها تساعد الباحث العلمي في الحصول على المعلومات المهمة من أجل كتابة خطة بحث على نحو كامل وشامل. إذ تشتمل مميزات مناهج البحث العلمي على التالي:
1-تتسم مناهج البحث العلمي بالموضوعية، إذ تتجلى موضوعية مناهج البحث العلمي في أنها تأخذ بميول الباحث الشخصية بعيدًا عن محتوى البحث العلمي، ولا شك أن البحث يتناول مشكلةً من مشاكل المجتمع ولا سيما الباحث يشكل جزءًا من هذا المجتمع إلا أنه لا يتوجب عليه أن يدرج ميوله أو اتجاهه الشخصي ضمن معلومات البحث العلمي؛ وذلك لأن البحث العلمي يشكل أحد المصادر التي سيتم الاستعانة بها في الأبحاث العلمية القادمة التي تتناول نفس الموضوع. لذا يمكن القول بأن موضوعية مناهج البحث العلمي تدل على مدى صدق محتوى البحث العلمي.
2-إن مناهج البحث العلمي لها الأسلوب الخاص في جعل القارئ متنبئًا حول حصول أحداث معينة مستقبلًا لها صلة بموضوع البحث وذلك بناءً على المعلومات والبيانات التي يدرجها الباحث العلمي في محتوى البحث العلمي، فإن كان موضوع البحث العلمي حول ظاهرة معينة، فإن كل نوع من مناهج البحث العلمي له دوره في وصف الطريق للباحث العلمي الذي بشأنه يقوم الباحث بتجميع أكبر عدد من البيانات اللازمة والمعلومات الضرورية من أجل كتابة خطة بحث تتناول الظاهرة أو المشكلة بشتّى أبعادها، حيث تعد مناهج البحث العلمي مؤشرًا على مدى انتشار ظاهرة معينة مرتبطة بالمشكلة البحثية.
3-إن لمناهج البحث العلمي ديناميكية خاصة لها الدور الأكبر في أن تجعل البيانات في الدراسة تتغير من زمانٍ لآخر وذلك وفقًا للتطور العصري الهائل الذي ينتج عنه العديد من المتغيرات التي تنتج عن التغيير والتطور السريع في العلوم من وقتٍ إلى آخر.
4-تتسم مناهج البحث العلمي في الأسلوب والطريقة في التفكير التي بدور كلٍ منها تساعد البحث العلمي في القيام بالكتابة البحثية. إذ يقوم الباحث بكتابة البحث العلمي اعتمادًا على الملاحظات والاستنتاجات والحقائق التي تم اكتشافها باستخدام منهج علمي معين من أجل تجميع المعلومات والبيانات التي لا بد من تضمنيها في محتوى البحث العلمي. حيث تعتمد طريقة التفكير التي تتميز بها مناهج البحث العلمي والتي يتبعها الباحث العلمي الجيد على العديد من المراحل المرتبطة بعضها البعض إلى أن تقود الباحث العلمي إلى الاستنتاج والاستنباط السليمين التي بدور كل منها يجد الباحث العلمي الحلول الأكثر تلائم مع المشكلة أو الظاهرة التي يتناولها الباحث العلمي في البحث العلمي القائم.
3-أنواع مناهج البحث العلمي :
للقيام بأي بحث علمي ، يقوم الباحث باستخدام منهج معين لدراسة ظاهرة ما ، في هذا العنوان سنتطرق إلى شرح لهذه المناهج العلمية :
1-المنهج الوصفي :
وهو المنهج الذي يعمل على دراسة وتحليل الظاهرة وتحديد مكوناتها وخصائصها وظروف نشأتها أي يصف الظاهرة من حيث كيفية وطريقة تكونها وبنائها وعملها كما يعمل على وصف طبيعة العلاقات المكونة لها أو تلك التي تربطها بظواهر أخرى ، إذ يدرس الظاهرة وهي في حالة سيكون دون تغير وتطور أي يفسر الوضع القائم لها وتحليل أبعادها وعلاقاتها ومكوناتها .
1-1-خطوات تطبيق المنهج الوصفي :
1-تحديد الظاهرة أو المشكلة المدروسة.
2-التعرف على خصائص الظاهرة حتى يمكن للباحث التمييز بين الظواهر التي يقوم بدراستها.
3-تحديد متغيرات وأبعاد الظاهرة وطبيعة العلاقات ببينها وطرق وأساليب قياسها ، وطبيعة البيانات والمعلومات الضرورية لدراستها وطرق وأساليب جمعها .
4-جمع الحقائق والبيانات الضرورية للدراسة وتنظيمها وتبويبها.
5-تحليل وتفسير البيانات والحقائق المتحصل عليها.
6-التوصل إلى نتائج تخص العوامل المؤثرة في الظاهرة وظروفها وأبعادها وخصائصها من خلال تفسير الوضع القائم للظاهرة ومختلف العلاقات المكونة لها .
7-تحديد أساليب التعامل من الظاهرة والتأثير فيها وتوضيح مدى الحاجة لاستكمال دراسات مرتبطة بها .
2-المنهج التطوري :
وهو المنهج الذي يدرس الظاهر أثناء تغيرها وتطورها من فترة زمني إلى أخرى ، أي يدرس كيفية تطور وتغير الظاهرة بغرض تحديد أسباب وعوامل نمو الظاهرة ، ويعمل المنهج التطوري على ربط اتجاهات ومعدلات تغيرها مع فترات السلسلة الزمنية وبخصائص البيئة المحيطة بها .
2-1-خطوات تطبيق المنهج التطوري :
1-تحديد الظاهرة أو المشكلة محل الدراسة .
2-التعرف على نشأة الظاهرة بناءا على تحليل الظروف المحيطة بها والأسباب والعوامل المساهمة في ظهورها.
3-دراسة نمط واتجاه تغير الظاهرة وتحليل طبيعة هذا التغير لفترات زمنية .
4-تحليل علاقة تطور وتغير الظاهرة من خلال ربطها بفترات السلسلة الزمنية .
5-تفسير نمط واتجاه ومعدل تغير الظاهرة وتحديد الأسباب والعوامل الحقيقية الكامنة وراء هذا التغير.
6-إيجاد العلاقات السببية بين التغيرات والعوامل المحيطة بالظاهرة وفترات السلسلة الزمنية ، وصياغتها في شكل نتائج وقوانين تفسر كيفية وطريقة تغير الظاهرة .
3-المنهج التاريخي :
وهو المنهج الذي يهتم بدراسة الظواهر والوقائع في سياقها التاريخي ، من خلال دراسة نشأة الظاهرة وتطورها والعوامل المساهمة في ذلك ، وتحليل ماضي الظواهر من أجل تفسير الوضع القائم لها في الحاضر والتعرف على اتجاهاتها المستقبلية .
3-1-خطوات تطبيق المنهج التاريخي :
1-تحديد الظاهرة أو المشكلة المراد دراستها .
2-تحديد الفترة التاريخية التي سيتم تتبع الظاهرة خلالها .
3-تحديد ودراسة الظروف والعوامل المحيطة بالظاهرة والمميزة لها خلال تلك الفترة التاريخية مجال الدراسة .
4-جمع الحقائق والبيانات حول الفترة التاريخية والتحقق من مصداقيتها وموضوعيتها.
5-دراسة الأحداث والوقائع وتحليل المواقف ذات العلاقة بالظاهرة .
6-دراسة وتحليل العلاقات السببية بين ظهور وتطور الظاهرة وما يرتبط بها من نتائج ، بما يساعد على تفسير الظاهرة تاريخيا وحاضرا وتحديد اتجاهاتها مستقبلا .
4-منهج دراسة حالة :
يركز هذا المنهج على دراسة وتحليل حالة واحدة أو عدد محدود من الحالات أو المفردات ، بدلا من دراسة جميع الحالات والمفردات ، وهذا لا ستحالة أو سعوبة إجرائها فيكتفي الباحث بدراسة وتحليل عدد محدود من الحالات ، على أن يقوم بتعميم النتائج والأحكام المتوصل إليها على كافة الحالات الأخرى المشابهة لها .
4-1-خطوات تطبيق منهج دراسة الحالة :
1-تحديد وصياغة إشكالية الدراسة والتعريف الدقيق بالظاهرة المدروسة .
2-التعريف الدقيق بالحالة محل الدراسة وتحديد نطاقها من حيث الزمان والمكان وموضوع الدراسة.
3-تحديد الأبعاد والجوانب التي سيتم دراستها في الحالة موضع الدراسة .
5-تحديد طبيعة ومصادر البيانات والمعلومات المعتمد عليها .
6-تحديد المفاهيم والمبادئ التي سوف تراعى في دراسة الحالة ووضع الفروض.
7-الاستقصاء الدقيق والشامل وجمع البيانات والمعلومات حول الظاهرة المدروسة .
8-تحليل البيانات والمعلومات واستخلاص الأحكام والنتائج.
9-إعداد التوصيات والاقتراحات وتطبيقها على الحالة مجال الدراسة .
10-تعميم النتائج المتوصل إليها على باقي الحالات غير المدروسة .
5-منهج الدراسة الميدانية :
يكمن منهج الدراسة الميدانية في كونه يدرس الظاهرة أو المشكلة والتعامل معها في مكانها ووضعها الطبيعي ، وكما هي عليه في الواقع دون التغيير في ظروفها أو التأثير على العوامل المتحكمة فيها بهدف التعرف على أبعادها وخصائصها وسلوكها في واقعها الطبيعي ، وبالتالي فإن نتائج الدراسة تكون أقرب للواقع وأكثر موضوعية ومصداقية في وصف الحقائق المرتبطة بالظاهرة .
5-1-خطوات تطبيق منهج الدراسة الميدانية :
1-تحديد الظاهرة أو المشكلة محل الدراسة في مكان تواجدها وتحديد الغرض من دراستها والاستفادة المتوقعة منها ومدى إمكانية دراستها في واقعها الطبيعي .
2-التعرف على مكونات الظاهرة وتحديد المتغيرات التي سيتم دراستها وكيفية قياسها.
3-تحديد نوع وطبيعة مجتمع الدراسة وتوظيف المفردات التي سيتم إخضاعها للدراسة .
4-طرح التساؤلات التي يرغب الباحث في إيجاد إجابات لها.
5-تحديد وسائل وأدوات جمع البيانات والحقائق حول الظاهرة من الميدان.
6-القيام بجميع البيانات والحقائق وتنظيمها وتحليلها.
7-تفسير البياناتودراسة العلاقة بين المتغيرات والتوصل إلى نتائج وتقديم الاقتراحات والتوصيات .
6-المنهج التجريبي:
يقوم المنهج التجريبي على اختبار العلاقات السببية بين المتغيرات بناء على إحداث تغييرات وتعديلات على الظروف والعوامل المتحكمة في تلك المتغيرات بغرض تحديد وقياس وإحصاء بدقة الأثر بين المتغيرات المدروسة واستبعاد أثر العوامل أو المتغيرات الأخرى .
فالتجربة تتيح إعادة الحادثة بشكل متحكم فيه وموجه من طرف الباحث من حيث الزمان والمكان والطريقة وأسلوب الحدوث والظروف والعوامل المتحكمة في الظاهرة مما يسمح له إجراء التغييرات والتعديلات في تلك الظروف بحسب ما تقتضيه طبيعة وهدف الدراسة .
6-1-خطوات تطبيق المنهج التجريبي :
1-تحديد إشكالية وهدف الدراسة.
2-تحديد المتغيرات وتوضيح طبيعتها أي تحديد المتغيرات التابعة والمستقلة .
3-التعريف الدقيق بمتغيرات الدراسة وتحديد معايير وطرق وأسس قياسها.
4-تحديد واستقراء الظروف والعوامل المتحكمة والمؤثرة في متغيرات الدراسة وشروطها.
5-تصميم التجربة وتحديد مكانها إن كانت تجرى في المناخ الطبيعي للظاهرة أو في مختبر.
6-تحديد طرق وأساليب إجراء التجربة بغرض تحديد وقياس أثر المتغير المستقل على المتغير التجريبي واستعباد أثر المتغيرات الأخرى على المتغير التابع .
7-القيام بالتجربة من خلال إدخال المتغير التجريبي على المتغير التابع ، وإعادة التجربة إن لزم الأمر عدة مرات.
8-قياس التغيرات التي تحدث على المتغير التابع والناتجة عن المتغير المستقل.
9-استنباط النتائج المحددة لطبيعة العلاقة واتجاهاتها وقوتها بين المتغيرات وظروف وشروط التأثير.
7-المنهج المقارن :
يقوم هذه المنهج على إجراء مقارنة بين ظاهرتين أو حالتين فما أكثر بغرض كشف أوجه الاختلاف والتشابه ، كأن يتم إجراء مقارنة بين عدة دول أو مناطق تظهر اختلافا في صناعة أو زراعة معينة ، بغية كشف أسباب وظروف ظهور وتطور وأزدهار هذه الصناعة أو الزراعة .
7-1-خطوات تطبيق المنهج المقارن :
1-تحديد مشكل الدراسة .
2-تحديد متغيرات وفروض الدراسة .
3-تحديد موضع ومجال المقارنة حيث تجرى الدراسة على نوعين من الظواهر متجانستين أو مختلفتين ، كدراسة نظامين اقتصاديين في بلدان مختلفة من حيث درجة التقدم .
4-تحديد أدوات المقارنة وفيها يتم الكشف عن عوامل ودراجة التماثل والاختلاف بوسائل منطقية وإحصائية .
5-جمع البيانات وتصنيفها وتبويبها.
6-قياس وتحليل البيانات وكشف دور الفروقات والتماثلات بين الحالات الوضعيات في تكوين الظاهرة وازدهارها على نحو معين .
9-استخلاص أثر الظروف والعوامل على الظاهرة وصياغتها في شكل قانون علمي أو علاقة رياضية .
منهج تحليل المضمون :
يقوم هذا المنهج على تحليل البيانات والمعلومات المتضمنة في وثيقة أو تصريح ما من أجل دراسة سلوك الإنسان أو تطور التنظيمات ، وهذا بغرض إبراز خصائص ومميزات تلك الوحدات المدروسة انطلاقا من مضمون تلك الوثائق ، حيث يتم تطبيق هذا المنهج في مجال الاتصال والصحافة والأدب وعلوم الاجتماع.
وهناك تصنيف آخر وهو المعمول به في مجال البحوث الاقتصادية :
المنهج الاستنباطي :
وهو المنهج الذي من خلاله ينتقل عقل الباحث من العام إلى الخاص ، أي ينطلق من مقدمات عامة يتجه نزولا بغرض تخصيص أحكام وقوانين عامة على حالات خاصة محددة من حيث الزمان والمكان والموضوع .
وفيه يربط العقل بين المقدمات والنتائج ، وبين الأشياء وأسبابها على أساس المنطق والتأمل الذهني ، حيث يبدأ بالكليات ليصل إلى الجزئيات.
-المنهج الاستقرائي :
الاستقراء هو عبارة عن استدلال تصاعدي حيث ينطلق عقل الباحث من الخاص إلى العام ،أي ينطلق من مقدمات جزئية خاصة بحالات معينة ليصل إلى أحكام وقوانين عامة ، يتجه صعودا من أجل تعميم أحكام محددة تخص حالات معينة ليصل إلى قوانين وأحكام عامة .
وتدل كلمة استقراء على حركة العقل للقيام بعمليات هدفها التوصل إلى قانون أو قاعدة كلية تحكم الفرعيات أو التفاصيل التي تم إدراكها من قبل الأفراد .
- Teacher: MILOUDI Asma
المحاضرة الثانية : أخلاقيات البحث العلمي والسرقة العلمية
أولا :أخلاقيات البحث العلمي
1-مفهوم أخلاقيات البحث العلمي :
أخلاقيات البحث العلمي هي مجموع المثل والمبادئ الأخلاقية التي ينبغي أن يتصف بها الباحث كذلك هي تجنب كل من ما من شأنه أن يلحق الضرر بالبحث وموضوعه وثقة المضمون والنتائج المتوصل إليها بالالتزام الكامل بجميع أخلاقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث في جميع مراحل البحث بداية من مرحلة اختيار موضوع البحث مرورا بخطوات الإعداد للدراسة وصولا إلى مرحلة تنفيذ وكتابة البحث .
2-المبادئ الأساسية لأخلاقيات البحث العلمي :
حيث تصف البحث العلمي بالدقة ويتحلى الباحث بأخلاقياته التي يجب أن تتوفر فيه مجموعة من المواصفات والمبادئ نوردها فيما يلي :
1-المصداقية : بحيث يجب على الباحث أن يقوم بنقل البيانات والمعلومات إلى بحثه بصدق ، أي لا بغير أو يضيف أو يعدل أي شيء عليها ، وفي حال وجد معلومة ناقصة فيجب على الباحث تركها هي وعدم إكمالها.
2-الخبرة : أي يجب على الباحث أن يبتعد كل البعد عن الأبحاث التي لا يملك معلومات وإطلاع كامل عليها ، أي يختار الأبحاث التي تتلائم وتتوافق مع الخبرة والمهارة التي لديه .
3-الموافقة : بحيث تحتاج جميع الأبحاث التي تجرى على الإنسان إلى الموافقة بما تضمه الأبحاث من مختلف الدراسات ، وبمعنى ذلك أخذ الموافقة مسبقا من الأفراد المراد تطبيق الدراسة معهم .
4-الثقة : لكي يتحصل الباحث على النتائج المراد من بحثه لزم عليه بناء علاقة ثقة مع الأطراف المشاركة معهم ، ولا يجعل تلك الثقة محل استغلال
5-مراعاة مشاعر الآخرين : يجب أخذ الاعتبار شعور الآخرين أي المستهدفين في البحث ، الذين هم عرضة للشعور بالانهزامية أو عدم القدرة على الفهم أو التعبير.
6-سرية المعلومات : أي من واجب الباحث أن يراعي ويعمل على حماية هوية المستهدفين في كل مراحل البحث وحتى بعد نهايته ، فلا يقدم الباحث أسماء أو تلميحات قد يؤدي إلى كشف هويتهم الحقيقية ، فهنا يستخدم رموز أسماء مستعارة .
7-التسجيل الرقمي : أي عدم تسجيل الأصوات أو التقاط الصور أو تصوير فيديو دون موافقة المستهدفين من البحث ، لذلك يجب أخذ الإذن قبل القيام بالتصوير وليس بعد التصوير لأن طلب الموافقة بعد التصوير غير مقبول .
3-الضوابط الأخلاقية للبحث العلمي :
إذ جاءت هذه الضوابط لتتحكم في الباحث وذلك عند التفكير والتخطيط في البحث الذي يقوم به من خلال التزامه بأخلاقيات البحث العلمي والتي تتمثل في :
1-الأمانة : تعتبر الأمانة عنصر مهم في البحث العلمي ، إذ يشترط في التحلي بالموضوعية والبعد عن الكذب والتعريف في سائر عملية البحث ، فهي تزكي التعاون والصدق الضروريين للبحث العلمي ، فعدم الأمانة في نظر ''رزنيك '' شيء لا أخلاقي وجب تجنبه في البحث العلمي .
2- الحرية : الحرية هنا تساعد العلم على الخروج من الجمود والقطيعة ، فالحرية هنا تلعب دورا مهما في إقرار صلاحية المعرفة العلمية .
3-الموضوعية والتجرد والحياد : ونقصد بذلك أن تكون جميع خطوات البحث العلمي قد تم تنفيذها بشكل موضوعي دون تحيز ، بحيث يتطلب على الباحثين أن لا يتركوا مشاعرهم و أرائهم الشخصية تؤثر على النتائج التي يمكن التوصل إليها بعد تنفيذ مختلف المراحل المقررة للبحث العلمي .
4-تحقيق مبدأ المشروعية : حيث يتمثل هذا الأخير للباحثين في وجوب طاعة القوانين المختصة عند إجراء بحوثهم ، شريطة أن تكون هذه القوانين منظمة للأعمال وحافظة للحقوق ، وأن لا تكون بمثابة قيود التي تعيقحتى البحث العلمي .
5-الحذر واليقظة : ويكون ذلك بتجنب الباحثين لأخطاء في البحث وفي عرض النتائج وذلك يقلل من الأخطاء البشرية وحتى المنهجية ، الحذر واليقظة يؤدي إلى استعباد الكثير من الأخطاء التي تنتج عن الإهمال وعدم تحقيق .
4-الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث :
أهم هذه الخصائص والصفات التي يجب أن يتسم بها الباحث فيما يلي :
1-الرغبة في البحث : حتى يمكن للباحث اتمام بحثه والوصول إلى نتائج علمية مقبولة يجب أن تكون له رغبة وميول اتجاه الموضوع المبحوث .
2-التنظيم : إذ ينبغي على الباحث أن ينظم أعماله ويرتبها بشكل يسهل له متابعتها وانجازها في الوقت المناسب ، فهو يخطط ويقسم أنشطته وأعماله حسب أوقات محددة ومضبوطة ، كما يتعين عليه ترتيب مختلف المعلومات والبيانات والحقائق المجمعة بما يسمح له استرجاعها ودراستها بيسر وسهولة .
3-القدرة على تمحيص ونقد الأفكار والمعارف وتحري صدق وموضوعية المراجع والمصادر ومحتوياتها.
4-الجدية والمصداقية في البحث والصبر والصرامة في أنجاز البحث حتى نهايته .
5-القدرة على التفكير بشكل موضوعي ومنطقي والتقيد بقواعد المنطق أتناء عمليات التفكير كالتحليل والاستنباط والتعميم . كما يجب معوقات التفكير العلمي الموضوعي والتغلب عليها .
6-الأمانة والصدق والموضوعية في جمع ومعالجة البيانات والحقائق فعلى الباحث إلا يحذف أو يغير أو يضيف حقائق وبيانات بشكل يجعل يجعل نتائج البحث تخدم اغراضه واتجاهاته الشخصية ،كما يجب عليه أن يتحرر من الأحكام المسبقة والعواطف خلال اجراء البحث .
7-القدرة على استخدام المصطلحات العلمية وإتباع الأسلوب العلمي التحليلي في معالجة الأفكار والتعبير عنها وتجنب التعبير الأدبي والحشو ، مع ضرورة الدقة في صياغة الأفكار والنتائج والابتعاد عن العبارات العامة وغير دقيقة .
8-الالمام لجميع جوانب وخلفيات الموضوع المدروس ، إضافة إلى دراسة العلم الذي ينتمي إليه الموضوع ومعرفة مبادئه وقوانينه ونظرياته ، مع ضرورة الاطلاع على الدراسات السابقة حول الموضوع المدروس .
9-الالمام بقواعد البحث العلمي والتحكم في منهجية البحث ، من حيث معرفة جميع المناهج العلمية وكيفية تطبيقها ، والأدوات والوسائل المستخدمة في كل منهج .
ثانيا :السرقة العلمية :
1-مفهوم السرقة العلمية :
إن إعداد البحوث العلمية يتطلب الرجوع إلى العلوم والدراسات والإسهامات العلمية السابقة للباحثين لإستخدامها والانطلاق منها وإن الجهل بأساسياتها وأخلاقيات البحث العلمي يجعل الكثير يقعون بدون قصد وفي حالات أخرى في سلوك سيء وهو انتهاك الأمانة العلمية والسرقة الفكرية .
إن انتهاك الملكية الفكرية أمر خطير على البحث العلمي وجريمة أخلاقية لا تقل عن السرقة المتعارف عليها
فماذا يقصد للسرقة العلمية ؟
يمكن تعريفها في ابسط معناها '' هي استخدام غير معترف به لأفكار وأعمال الآخرين يحدث بقصد أو غير قصد ، سواء كانت السرقة مقصودة أو غير مقصودة فهي تمثل انتهاكا أكاديميا خطيرا ''.
-كما تم تعريف السرقة العلمية ضمن الفصل الثاني في المادة رقم 03 من القرار الوزاري رقم 933 المؤرخ في 28 جويلية 2016:
-'' تعتبر سرقة علمية بمفهوم هذه القرار ، كل عمل يقوم به الطالب أو الأستاذ الباحث أو الأستاذ الباحث الإستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو كل من يشارك في عمل ثابت للإنتحال وتزوير النتائج أو غش في الأعمال العلمية المطالب بها أو في أي منشورات علمية أو بيداغوجية ''.
-كذلك تعرف السرقة العلمية على أنها : '' إدراج أبحاث أو دراسات أو أفكار أو نصوص دون إذن أو اقتباس المصدر الصحيح وأبرازه كعمل وجهد خاص دون إشارة إلى صاحبها أو جهتها الأصلية .
2-صور وأشكال السرقة العلمية :
فقد تعددت صور وأشكال السرقة العلمية المختلفة ومن هذا نذكر أهم الصور وهي كالتالي :
-كل اقتباس كلي أو جزئي لأفكار أو معلومات أو نص أو فقرة أو مقطع من مقال منشور أو من كتب أو مجلات أو دراسات أو تقارير أو من مواقع إلكترونية أو إعادة صياغتها دون ذكر مصدرها أو أصحابها الأصليين .
-اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بين شولتين ودون ذكر مصدرها وأصحابها الأصلين .
-استعمال برهان أو استدلال معين ودون ذكر مصدر وأصحابه الأصليين .
-نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أنجز من طرف هيئة أو مؤسسة واعتباره عملا شخصيا .
--استعمال إنتاج فني معين أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات أو جداول إحصائية أو مخططات من نص أو مقال ودون ذكر مصدرها وأصحابها الأصليين .
- قيام الأستاذ الباحث أو الأستاذ الباحث الإستشفائي أو الباحث الدائم أو أي شخص أخر بإدراج سمه في بحث أو أي عمل علمي دون المشاركة في أي إعداده.
-الترجمة من إحدى اللغات إلى اللغة التي يستعملها الطالب أو الأستاذ الباحث أو الأستاذ الباحث الإستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكر المترجم والمصدر.
-استعمال برهان او استدلال معين دون ذكر مصدره وأصحابه الأصليين
-قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث أخر لم يشارك في انجاز العمل بإذنه أو دون إذنه بغرض المساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية.
-قيام الأستاذ الباحث أو الأستاذ الباحث الإستشفائي أو الباحث الدائم أو أي شخص أخر بتكليف الطلبة أو أطراف أخرى بانجاز أعمال علمية من أجل تبنيها في مشروع بحث أو انجاز كتاب علمي أو مطبوعة جامعية بيداغوجية أو تقرير علمي.
- استعمال أو قيام الأستاذ الباحث أو الأستاذ الباحث الإستشفائي أو الباحث الدائم أو أي شخص أخر أعمال الطلبة ومذكراتهم كمداخلات في الملتقيات الوطنية أو الدولية أو لنشر مقالات علمية بالمجلات والدوريات.
-إدراج أسماء خبراء ومحكمين كأعضاء في اللجان العلمية والملتقيات الوطنية أو الدولية في المجلات والدوريات من اجل كسب المصداقية ،دون علم وموافقة وتعهد كتابي من قبل أصحابها أو دون مشاركتهم الفعلية في انجازها .
3-الآليات العقابية في حالة الوقوع في السرقة العلمية :
تناول القرار رقم 933 الصادر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في طياته مجموعة من الأحكام العقابية المتعلقة بحالة السرقة العلمية حيث ميز في ذلك بين العقوبة الخاصة بالطالب والعقوبة الخاصة بالأستاذ الباحث الجامعي الاستشفائي والباحث الدائم
أ-العقوبة الخاصة بالطالب : طبقا لنص القرار ورقم 933 في المادة 35 لسنة 2016 '' أن كل طالب يقوم بتصرف بشكل سرقة بمفهوم المادة الثالثة من هذا القرار المذكور سابقا وله صلة بالأعمال البيداغوجية المطالب بها في مذكرات التخرج في ليسانس والماستر والماجستير والدكتوراه قبل أو بعد مناقشها فإنه يعرضه إلى إبطال المناقشة وسحب اللقب الحائز عليه من وراء مناقشته إحدى رسائل التخرج السالفة الذكر.
ب-العقوبات الخاصة بالأستاذ الباحث أو الباحث الإستشفائي أو الباحث الدائم : كل تصرف بشكل سرقة علمية بمفهوم المادة 03 من هذا القرار وله صلة بالأعمال البيداغوجية المطالب بها من طرف الأستاذ الباحث أو الأستاذ الإستشفائي الجامعي في مذكرات الماجستير أو أطروحات الدكتوراه ومشاريع البحث العلمي أو أعمال التأهيل الجامعي أو منشورات أخرى والمثبتة أثناء أو بعد مناقشتها أو نشرها أو عرضها للتقييم فإنه يعرض صاحبها إلى إبطال المناقشة وسحب اللقب الحائز عليه أو وقف النشر .
- Teacher: MILOUDI Asma
المحاضرة الأول: البحث العلمي
1-ماهية البحث العلمي :
يهدف الإنسان دائما من وراء البحث العلمي إلى فهم وتفسير الظواهر المحيطة به ، من خلال إيجاد العلاقات والقوانين التي تحكم تلك الظواهر والأحداث المرتبطة بها ، وإيجاد الطرق المناسبة لضبطها والتحكم فيها ، ومن ثم زيادة قدرة الإنسان على فهم الطبيعة والسيطرة عليها ، ويتمثل البحث العلمي الوسيلة التي يمكن إستخدامها للوصول إلى حقائق الظواهر والأشياء ، ومعرفة كل الصلات والعلاقات التي ترتبط بينها ومن ثم تفسيرها والوقوف على أسبابها.
ويسعى الإنسان من خلال البحث العلمي إلى اكتشاف حقيقة موضوع معين ومعرفة القواعد التي تحكمه (وبالتالي فإن الملاحظات العابرة و الإكتشافات عن طريق الصدفة لا تعتبر بحوث علمية )، وتعتبر حقائق البحث العلمي نسبية غير مطلقة ، كما أن البحث يخضع العلميات وخطوات إجرائية علمية وأخرى عقلية ذهنية تحدد مسار وطريق العقل في تفسيره واستنباطه للحقائق وانتقاله من حكم إلى أخر .
2-تعريف البحث العلمي :
إذا حاولنا تحليل مصطلح " البحث العلمي " نجد أنه يتكون من كلمتين " البحث " و" العلمي " ، فأما كلمة "البحث" هي مشتقة من مصدر الفعل الماضي بحث وتعني حاول ، تتبع ، بحث ، سعى ، تحرى .....إلخ ، ويقصد بالبحث لغويا كذلك الطلب أو التفتيش أو التقصي عن حقيقة من الحقائق أو أمر من الأمور ، أما المقطع الثاني "العلمي " هي كلمة منسوبة إلى العلم ، والعلم معناه المعرفة والدراية وإدراك الحقائق .
يوجد عدة تعريفات للبحث العلمي تحاول تحديد مفهومه ومعناه ، ومن جملتها:
ü هو "علمية تقصي منظمة بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة – للحقائق العلمية –بغرض التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديدة ".
ü هو " الوسيلة التي يمكن بواسطتها الوصول إلى حل مشكلة محددة ، أو اكتشاف حقائق جديدة وذلك عن طريق التقصي الشامل والدقيق بواسطة المعلومات الدقيقة التي يتم جمعها بإتباع أساليب علمية محددة".
وفي ضوء هذه التعريفات والمفاهيم السابقة يمكن تعريف البحث العلمي كمايلي :
هو '' عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص يسمى "الباحث " ، من أجل تقصي الحقائق في شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى " موضوع البحث " بإتباع طريقة منظمة تسمى " منهج البحث " ، بغية الوصول إلى حلول ملائمة للعلاج أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشاكل المماثلة تسمى " نتائج البحث " ''.
3- أهمية البحث العلمي :
وتبرز أهمية البحث العلمي بازدياد اعتماد الدول على البحث العلمي إدراكا منها بمدى أهمية البحث العلمي في تحقيق التقدم والتطور الحضاري واستمراريته وأصبحت منهجية البحث العلمي وأساليب القيام بها من الأمور المسلم بها في المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث ، إضافة إنتشار إستخدامها في معالجة المشكلات التي تواجه المؤسسات العامة والخاصة على حد سواء .
وعلاوة على ما يحققه البحث العلمي من منافع للمجتمع الإنساني فإنه يعود الباحث نفسه بفوائد شخصية هامة وتؤكد السياسات التربوية الحديثة في جميع مستويات التعليم ، أهمية البحث العلمي وفوائده بالنسبة للباحث .
أ)- أهمية البحث العلمي للباحث :
تعود الأبحاث بالنفع على الباحثين بعدة أمور ، ومنها ما يأتي :
ü تطوير المهارات والمعرفة : يوسع البحث العلمي من معرفة الباحث ويزيد من خبرته في إستخراج المعلومات وتحليلها ونقدها .
ü تعزيز الثقة بالنفس : يساهم البحث في بناء ثقة الباحث وقدرته على تجاوز العوائق والمضي قدما في دراساته .
ü تنمية القدرات الفكرية : يعود الباحث على الدقة والأمانة ، والموضوعية والصبر ،ويعزز لديه القدرة على التفكير النقدي والتحليلي .
ü توسيع الأفاق : يزيد البحث العلمي من رغبة الباحث في القراءة والإطلاع على آخر التطورات العلمية في مجاله .
ب)- أهمية البحث العلمي للمجتمع :
تكمن أهمية البحث العلمي للمجتمع في ما يأتي :
ü توليد المعرفة وتوسيع فهم العالم : يساعد البحث العلمي في اكتشاف حقائق جديدة وتعميق الفهم للعالم ، مما يسمهم في بناء مجتمعات المعرفة .
ü حل المشكلات : يوفر البحث العلمي أدوات قوية لفهم المشكلات المختلفة وابتكار حلول فعالة لها في مجالات متنوعة مثل : الصحة ، والبيئة ، والتعليم .
ü تعزيز الإقتصاد : يحفز النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة ، مما يدعم التنمية المستدامة .
ü رفع مكانة الدولة : يسهم التقدم في البحث العلمي في تعزيز مكانة الدولة ، الصعيد الدولي المشاركة في المنافسة المعرفية العالمية .
4-أهداف البحث العلمي :
باعتبار أن البحث العلمي وسيلة لإنتاج المعرفة العلمية وفهم الظواهر والمشكلات ، بالاعتماد على منهج علمي سليم ومجموعة من الأدوات ، التي تمكن الباحث من جمع الحقائق حول الظواهر وتفسيرها ومن ثم الوصول إلى نتائج ، فهو يساهم في تحقيق مجموعة من الأهداف تتمثل فيما يلي :
1-تحقيق الفهم الصحيح والموضوعي والدقيق للظواهر المدروسة من حيث طبيعة الظاهرة ، أسباب وظروف زهورها وتطورها وشروطها .
2- الوصف بدقة كبيرة للظاهرة المدروسة ، معنى ذلك تحديد مكوناتها ودرجة أهمية مل مكون ، إذا كان ذلك ممكنا .
3-الشرح لكيفية بروز الظاهرة مع القبول بإعادة النظر في نتائج البحث كلما ظهرت أسباب جديدة لحدوث الظاهرة .
4-التنبؤ وهو من أهم أهداف العلم والبحث العلمي ، فالتنبؤ هو عملية الإستنتاج التي يقوم بها الباحث بناءا على معرفة السابقة بظاهرة معينة تمكنه من فهم وتحديد سلوكها ومسار المستقبلي .
5-الضبط والتحكم في الظواهر ، أي السيطرة على الظواهر والتدخل لحجب ظواهر غير مرغوب فيها ، وهذا من أهم أهداف التخطيط المبني على البحث العلمي الصحيح .
6-إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات المختلفة التي تواجه الإنسان في تعامله مع البيئة التي تعيش فيها .
7-تطوير المعرفة الإنسانية في البيئة المحيطة بكافة أبعادها وجوانبها ، في الطبيعة والسياسة والإقتصاد والتكنولوجيا والإدارة و الإجتماع .
8-الإنتاج ، أي توفر القدرة على خلق الظاهرة بكل حرية ووقتها نشاء بتوفير شروط ظهورها ، كاملة وعميقة بالظاهرة محل الدراسة .
5-خصائص البحث العلمي :
البحث العلمي مجموعة من الخصائص والمميزات ، يمكن أن تستنتجها مت التعارف السابقة للبحث العلمي ، وهذه الخصائص والمميزات لا بد من توافرها حتى يحقق البحث العلمي أهدافه ، وأهم هذه الخصائص مايلي :
أ)- البحث العلمي بحث منظم ومضبوط : أي أن البحث العلمي نشاط عقلي منظم ومضبوط ودقيق ومخطط ، حيث أن المشكلات والفروض والملاحظات والتجارب و النظريات والقوانين ، قد تحققت واكتشف بواسطة جهود عقلية منظمة ومهيأة جيدا لذلك ، وليست وليدة مصادفات أو أعمال إرتجالية ، وتحقق هذه الخاصية للبحث ،عامل الثقة الكاملة في نتائج البحث .
ب)- البحث العلمي بحث نظري : لأنه يستخدم النظرية لإقامة وصياغة الفرض ، والذي هو بيان صريح يخضع للتجارب والاختبار .
ج)-البحث العلمي تجريبي : لأنه يقوم على أساس إجراء التجارب والاختبارات على الفروض ، والبحث الذي لا يقوم على أساس الملاحظات والتجارب لا يعد بحثا علميا ، فالبحث العلمي يؤمن ويقترن بالتجارب .
د)-البحث العلمي بحث حركي وتجديدي : لأنه ينطوي دائما على تجديد وإضافات في المعرفة عن طريق إستبدال متواصل ومستمر للمعارف القديمة بمعارف أحدث وأجد .
ه)- البحث العلمي بحث عام ومعمم : لأن المعلومات والمعارف لا تكتسب الطبيعة والصفة العلمية ، إلا إذا كانت بحوثا معممة وفي متناول أي شخص مثل الكشوف الطبية .
6-أنواع البحث العلمي :
تختلف وتتنوع البحوث العلمية حسب مجالات وطبيعة الظواهر والميادين المدروسة ، فنميز بين البحوث العلمية و الإجتماعية والثقافية والتكنولوجية والفيزيائية وغيرها ، ولكن في مجملها يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع أساسية بغض النظر عن طبيعتها ومجالاتها على النحو الآتي :
أ)- البجوث النظرية ( الأساسية) : وهي تلك البحوث التي تهدف إلى إشباع حاجة حب المعرفة والإطلاع بشكل أساسي للإنسان أو فهم و دراسة ظاهرة معينة ، وهي تعتمد عادة على أساليب وأدوات التفكير الذهني ، كالتحليل المنطقي والأفكار والمعارف الجاهزة والمتوفرة حول موضوع الدراسة كما تعتمد على الاستنباط والتركيب وغيرها من أدوات التفكير العلمي ، التي تسمح للباحث من إستنتاج أحكام ومعارف جديدة من أحكام ومعاريف سابقة .
فالبحوث النظرية تهدف للوصول إلى قوانين ونظريات عامة ، فلا تنظر إلى كيفية تطبيق تلك النتائج المتوصل إليها ولا لإمكانية الاستفادة منها ، وبذلك تعتبر أساس للبحوث التطبيقية كونها تعمل على اكتشاف وتطوير المعارف النظرية التي تعتمد عليها هذه الأخيرة ، فمنفعتها نظرية علمية كما هو الحال بالنسبة للبحوث في ميدان الرياضيات البحثة .
ب)-البحوث العلمية التطبيقية : وهي تلك البحوث التي تعمل على معالجة قضايا ومشكلات واقعية ،أي مرتبطة بزمن ومكان محددين ومرتبطة بمشكلة واقعية ، وتعتمد هذه البحوث على أدوات ووسائل تمكن من جمع بيانات وحقائق من الواقع كالتجارب والدراسات الميدانية ودراسة الحالة والاستقصاء وغيرها ، ومن الأمثلة على هذه البحوث نجد تلك التي تجرى في مجال الانتاج والتسويق وغيرها .
ج)-البحث النظري التطبيقي : يعتبر من أكثر البحوث العلمية انتشارا ، حيث تتداخل النظرية بالتطبيق ، ويكون الهدف منها التأكد من صحة المفاهيم والعلاقات النظرية من خلال تطبيقها ، أو ايجاد حل لمشكلات واقعية انطلاقها من استخدام المفاهيم والأفكار النظرية التي يتم التوصل إليها ، وتختلف صيغ هذه البحوث فإما أن تستعرض الجانب النظري ثم تنتقل إلى الجانب التطبيقي ، أو تدمج ضمن فصولها بين النظري والتطبيقي .
- Teacher: MILOUDI Asma
مقياس : منهجية البحث العلمي
السنة الثانية علوم مالية ومحاسبة
تهدف هذه مقياس إلى تزويد الطالب بنظرة عامة حول منهجية البحث العلمي ، بغرض التعرف على كيفية إستخدام مصادر المعلومات المختلفة وإختيار المناسب منها ، وأيضا معرفة المناهج العلمية المتبعة للوصول لحل مشكل مطروح ، بالإضافة إلى تعلم فنيات تحرير وتنظيم المذكرة .
تدريب الطالب على كيفية تطبيق مناهج البحث العلمي في متابعة وتحليل إشكاليات عام الإقتصاد والإدارة ، بإستخدام تقنيات البحث العلمي المناسبة من خلال إعداد وتنفيذ الإستقراءات وتحليل وتفريع البيانات وإعداد التقارير النهائية .
محتوى مقياس في منهجية البحث العلمي :
1-مفاهيم أساسية حول البحث العلمي
2-أخلاقيات البحث العلمي والسرقة العلمية
3- مناهج البحث العلمي
4-مراحل إعداد البحث العلمي
5-مشكلة البحث وصياغة الفرضيات
6-المعاينة والعينات وأساليب القياس
7-الاقتباس والتهميش وإستخدام المراجع
8_ ادوات جمع البيانات (الإستبيان ، المقابلة ، الملاحظة )
9-الطرق الإحصائية لتحليل البيانات واختبار الفرضيات
10-الطرق الحديثة لتحرير البحوث العلمية
هذه المحاضرات مصممة بمنهجية مدروسة وواضحة معتمدا على أسلوب سهل وبسيط لتبسيط الفهم.
أي استفسارات او غموض أو أسئلة راسلونا على البريد الالكتروني التالي:
Asmaamld91@gmail.com
- Teacher: MILOUDI Asma
كلية العلوم الإقتصادية والتجارية وعلوم التسيير السنة الثانية علوم مالية ومحاسبة
مقياس : منهجية البحث العلمي حصة الأعمال الموجهة
الفوج 01 و02و 03
حصة الأعمال الموجهة عبارة عن بحوث لمواضيع يقدمها الطلبة في كل أسبوع ، بحيث في أسبوع يتم عرض موضوع واحد من قبل مجموعة من أعضاء البحث .
2-البحث يتراوح حجمه بين 11-15 صفحة .
3-يكون ملم جوانب الموضوع ويكون مقدم بمنهجية مدروسة ( مقدمة تحتوي على إشكالية ثم عرض وخاتمة ).
4-الحجم الخط 14 و نوع الخط Traditonal Arabic.
5-تهميش في كل صفحة وبالإضافة إلى قائمة المراجع .
6 - طلبة الفوج يقومون بتحضير موضوع البحث ترسل موضوع البحث على البريد الإلكتروني :
asmaamld91@gmail.com
المطلوب: من الطلبة إعداد البحوث في منهجية البحث العلمي يشتمل على العناصر التالية :
1-العلم والمعرفة العلمية
2-أساسيات البحث العلمي
3- أخلاقيات البحث العلمي والسرقة العلمية
4-صفات الباحث العلمي
5- مناهج البحث العلمي
6-أساليب التفكير العلمي
7-الإقتباس والتوثيق ( التهميش ) في البحث العلمي
8-طرق وأدوات جمع البيانات
9- الطرق الإحصائية لتحليل البيانات واختبار الفرضيات
10 –بطاقة القراءة ، وأنواعها و كيفية تحريرها
بالتوفيق جميع
- Teacher: MILOUDI Asma